سامى اليوسف
اسم الهلال مرعب لخصومه، لذلك اتفق محبوه وأنصاره على إطلاق اسم «محيط الرعب» على ملعب فريقهم الجديد «ملعب جامعة الملك سعود»، واعتمدت الإدارة وذلك قبيل انطلاقة مباراة الفريق أمام ضيفه العين الإماراتي في افتتاح دور المجموعات من دوري أبطال آسيا في بطولة دوري أبطال آسيا 2018.
كان اختيارًا موفقاً من قبل الجماهير الهلالية، وقرارًا جريئاً من الإدارة الهلالية يكرّس قيمة ومكانة المدرج الهلالي وثقله، ولعل الرعب ارتبط في الذهنية الهلالية على خلفية اللقب القديم لنجومه «جن الملاعب»، مسلسل الرعب يتواصل منذ زمن الطيبين وحتى زمن «جحفلي».
سجّل الهلال سبقاً وانفرادًا لافتاً بتقديمه لنجوم فريقه ولاعبيه الجدد ومدربهم عبر حفل أشبه بالكرنفال على الرغم من بساطته تلاحم فيه الجمهور في «المدرج الفخم» مع إدراته الوفية بقيادة أسطورة كرة القدم السعودية سامي الجابر ولاعبي الفريق، وسط تنظيم ناجح وترتيب متقن حاز الإعجاب، هذه أولوية، وهذه هي الاحترافية، وهكذا هو الهلال يقدم التميز والريادة في ساحة كرة القدم السعودية ورياضتها بعيدًا عن الهالات الإعلامية الزائفة أو البهرجة الكاذبة، ومع ذلك يترك المجال للآخرين لتقليده ولكنهم يفشلون بتكرار أقرب للغباء بسبب حقدهم الدفين وكراهيتهم المقززة.
تزامن هذا النجاح مع قرب إعلان التعاقد مع نجم الكرة الإماراتية «عموري» بعد شد وجذب ومزايدة فاشلة. تلك المزايدة كشفت فكرًا غير احترافي وعملاً يفتقر إلى المهنية، وأخلاقيات ميثاق الشرف الذي ذهبت بنوده وتواقيعه مع الريح، فيما يبدو ..!
لم ينفك خصوم «الهلال» في الماضي والحاضر عن تشويه صورته، واتخذوا من التشكيك ببطولاته مسلكاً من خلال اتهام الحكام بمحاباته تارةً، أو النيل من رموزه والإساءة لهم ليلاً ونهارًا وبالسر أو العلن تارة أخرى، ولكن ذلك لم يزد «الزعيم» ورموزه إلا رفعةً وشهرةً، فكان السحر ينقلب على الساحر في كل مرة.
انشغل الخصوم، الذين لا ينطبق عليهم وصف المنافسين «بمعنى الكلمة»، بالهلال فأشغلهم عن تطوير فرقهم ومعالجة القصور ومكامن الخلل، فكان التعثر مصيرهم، والتميز في الملعب لمن قهرهم، كنت أتمنى، بل أرجو أن يتعلّم خصوم الهلال من احترافية إداراته، والتزامها بالمنافسة العادلة داخل وخارج الملعب، ويسيروا على نهجه بمحاكاته في أسلوب إداراته وفكرها، وبيئته الجاذبة التي أبكت حتى المحترفين الأجانب قبل المحليين عند مغادرتهم شوقاً إليها، وكذلك من عقلية وذهنية مدرجه الحكيم - كما وصفه ذات تصريح سامي الجابر-، إن تطوير الذات أمر غاية في الإيجابية لتحقيق الطموح وبلوغ المراد، ولكن الانشغال بالناجحين ومحاولة تشويه نجاحاتهم والإساءة إليهم يترك في النفس حسرة، ويعيق التحرر من قيود الحقد والغل في النفوس، وبالتالي يحبط كل محاولة للتطور والخروج من شرنقة الكراهية التي تقرض القلوب حتى تتوقف عن العطاء وتتلاشى.
ولعل النصيحة التي أقدمها لخصوم «الزعيم» أوجزها في عبارة دقيقة المعنى عميقة المغزى: «لا تستفز الهلال، بل احترمه، وتعلم منه، كي تنافسه في الملعب وتتفوّق عليه إن استطعت إلى ذلك سبيلا».