حمد بن عبدالله القاضي
من توفيق الله للمسلمين بأرجاء الدنيا أن جعل أعمال وخدمات الحج والعمرة والزيارة وخدمة وعمارة الحرمين، منوطة بهذا الوطن وقيادته التي جعلت هذه «المهمات» أتم مسؤولياتها: متابعة وعملاً وجهداً وصرفاً طوال العام، حيث أصبحت السنة كلها مواسم.
ويكفي تعبيراً عن هذا الاهتمام الكبير أن قائد هذا الوطن تخلى عن ألقاب الملك والدنيا وتشرف بحمل لقب خادم الحرمين الشريفين.
وبحمد الله نجد أن الحجاج والمعتمرين والزوار والمراقبين والمنصفين بالعالم، يرون ما يتم تقديمه من خدمات التي لا تقدم كل عام فقط بل كل يوم بالحرمين الشريفين وهي خدمات تجلّ عن الوصف وتحظى بمتابعة آنية من خادم الحرمين وسمو ولي عهده.
هذه الخدمات الجلّي أكبر رد على الحملات المفترية حول ما تقدمه بلادنا للحرمين وضيوف الرحمن وبكل أريحية ولكل مسلم يريد الحج والعمرة، ولا يُذكر أن المملكة وظفت أي خلاف سياسي لمنع حاج أو معتمر، وها هم الحجاج والمعتمرون الإيرانيون رغم الخلافات القوية مع قيادتهم إلا أنهم مثل غيرهم يجدون كل خدمة وتيسير لأداء حجهم وزيارتهم بكل يسر وارتياح.
* * *
لعل من الجديد هذا العام «هاكاثون الحج» الذي تم إطلاقه من قِبَل إتحاد الأمن السيبراني والبرمجة والدرونز بالتعاون مع أبرز شركات الخدمات التقنية «جوجل» بهدف ابتكار مشروعات وأفكار يتم توظيفها وعبر أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا لجعل ضيوف الرحمن يؤدون مناسكهم بيسر وراحة دون أدنى متاعب لتبقى ذكرى الحج كأجمل رحلة إيمانية مريحة.
لقد استمر»هاكاثون الحج» لمدة ثلاثة أيام، وخرج بعشرات الأفكار والتطبيقات المبتكرة التي ستخدم الحجاج ومن أبرزها «ترجمان» الذي يترجم الإشارات للحجاج دونما نت وقد ابتكرته شابات سعوديات فزن بالمركز الأول، ثم تبعه تطبيق «محفظة الحاج» والثالث تميز ثم تطبيق إدارة المخيمات الإلكتروني وغيرها من الأفكار والتطبيقات الأخرى
وقد شارك فيه حوالي 3000 مشترك من بلادنا ومختلف دول العالم وقد دخل هاكاثون الحج موسوعة غينيس بنسبة أعداد مشتركيه.
لقد نتج عنه مشروعات وبرامج لأهم ما يتعامل الحجاج وما يتطلبونه من مواصلات وأغذية ومشروبات وسكن وإقامة ليسخروا وقتهم عندما تتوفر لهم هذه المتطلبات ويتفرغون لما جاؤوا من أجله تعبداً وصلاة وطوافاً ودعاء، تقبل الله منهم.
* * *
باقة تقدير لاتحاد الأمن السيبراني على هذه البادرة التي تتم لأول مرة امتداداً وإضافة للخدمات الكبرى التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن.
وامتناناً لمسؤولي هذا الاتحاد وعلى رأسهم عرَّاب هذا الاتحاد الذي جعل الاتحاد على حداثة إنشائه مبهراً بمناشطه المتعددة والنوعية معالي المستشار بالديوان الملكي ورئيس الاتحاد أ/ سعود القحطاني الذي استطاع مع الكفاءات الرجالية والنسائية معه أن ينطلقوا بمناشط الاتحاد إلى فضاءات من التجديد والإبداع.
* * *
=2=
هذه الشاعرة ودعوة للتسامح
أهداني الشيخ عبداللطيف البابطين عدداً من الكتب القيمة من إصدار مركز والده الشيخ سعود البابطين الذي أنشئ لخدمة تراثنا العربي والإسلامي وثقافتنا بكافة علومها وآدابها.. وكان من بينها ديوان شعري «بقايا جروح» للشاعرة: أسرار العناد «عزيزة الشهري».
استوقفتني بعض قصائده الجميلة ومنها قصيدة «عالم من غلا» التي هي بطاقة دعوة مضيئة للتسامح:
أسامح من غلط من قبل يهدي لي غلا واعذار
وانا لو بس هي زلة، أشوف الناس زعلانه!
أنا لي قلب ما عمره قصى لا ما اذكر انه جار
ولا عمره ظلم.. أو جار حتى بين عدوانه