شريفة الشملان
بلدنا بلد حارة وهذه حقيقة لاهبة، بلدنا تضيئها شمس قوية وطول عمرنا نتمنى استغلال هذه الطاقة استغلالاً جيدًا وفي جميع المجالات للأسف حين فكرنا باستغلالها، وجدنا أن سعر تكلفة التجهيز لها عالية جدًا.. وهكذا استجرنا بالكهرباء من الشمس.
فجرنا في المملكة يبدأ من الثالثة وأربعين دقيقة وحتى الرابعة والنصف تكون المملكة كلها قد صارت فجرًا وغالبًا لا تكون الخامسة والنصف إلا والشروق قد عم المملكة، والدوام الرسمي يبدأ السابعة والنصف صباحًا بمعنى ساعتان مهدرتان..
وبما أن بلدنا حارة وتكلفة الضياء لدينا غالية ناهيك عن تكلفة التبريد ومع الغلاء في الطاقة الكهربائية زاد الطين بلة كما يقال، لذا لا بد لنا من تغيير شيء من عاداتنا لنتمكن من الاستفادة من البكور وما يصاحبه من الجو اللطيف بالنسبة لنا، فطول النهار مع الحرارة في معظم أوقاته يجعل من سويعات الصباح الباكر فرصة للإنتاج والعمل وبما أننا في وضع تغير لعاداتنا وأسلوب حياتنا فلما لا نجرب التوقيتين الصيفي والشتوي، فإن صلح خيرًا وإن رأينا أن ذلك غير مجد فيمكننا الرجوع عنه.
هذا البكور يتطلب منا جديًا أن نفكر بالتوقيت صيفي وله مسببات عدة، وله مزايا كثيرة كما لا شك أن له بعض السلبيات التي قد يراها المخالفون له.
من مزايا التوقيت الصيفي أنه يتم استغلال ساعات الصباح الأولى وشروق الشمس المبكر حيث يوفر طاقة الكهرباء سواء بالضياء أو التبريد.
من مزاياه أيضا أن الإنسان في البكوريات يكون أكثر نشاطًا ذهنيًا وجسديًا واحتمال الإبداع في العمل وارد جدًا.
الأطفال في إجازة وبالتالي لن يكون ثقيلا على الأم والأب الدوام الصباحي المبكر حيث الأطفال يذهبون للمدارس ويجهزونهم بالتالي الطرق ستكون غير مزدحمة ومن تقليل الحوادث والإصابات وقد أجريت دراسات في بعض الدول ومنها إنكلترا والولايات المتحدة أظهرت نسبة حوادث الطرق تقل كثيرًا في الصباح الباكر.
زيادة حركة التسويق عندما يعتمد النظام الصيفي حيث يشتري الناس ما يحتاجونه مبكرًا وقبل اشتداد الحرارة، وأيضا تتحرك التجارة أكثر. خاصة تلك التي لا تكون في الأسواق المركزية. حيث يتم الشراء مبكرًا قبل لهيب الشمس.
ربما نسأل من أول من فكر هذه الفكرة التي أراها جميلة:
يقال إن أول من فكر بالتوقيت الصيفي أو وضع توقيتين (صيفي وشتوي) هو الرئيس الأمريكي (ابراهام لينكولن) إلا أنه لم يؤخذ اقتراحه مأخذ الجد.. حتى عام 1895م حيث قدم عالم الحشرات النيوزلندي (جورج فيرمون هدسون). الذي كان يعمل ساعات الليل الطويلة مما يجعله بحاجة للضياء، فقدم اقتراحه ومسبباته إلى جمعية الفلسفة في (ولينغتون) لاقت فكرته اهتمامًا واسعًا في نيوزيلندا، ومن ثم أخذ في تطبيقه.
ازداد الأمر حاجة لتوفير الطاقة بعد الحرب العالمية الثانية وأثنائها حيث المعارك وما تلتهمه من طاقة (الفحم) كان على أشده فأخذت ألمانيا بتطبيقه منذ عام 1916 ليومنا هذا. ثم تلتها بريطانيا وبعد ذلك أغلب دول أوروبا التي كانت جميعها منهكة من الحرب. وبناء عليه غيرت بتشريعاتها وأنظمتها ومواعيدها..
فرنسا تستفيد كثيرا من هذا التوقيت حيث يعمل طلبة الثانوي والجامعات لجني العنب الذي يعتبر من أهم منتوجات فرنسا الزراعية وحيث تصنع منه الخمور التي تستهلكها وتصدر الكثير منها لأنحاء العالم. ثم تلتها أغلب دول العالم، حيث أغلب الطلبة يجدون وقتا للعمل وكسب الرزق الذي يعينهم على مصاريفهم الدراسية من جهة ويوفر على الدول الكثير من المال ويرفع اقتصادها..
الدول العربية بعضها يستخدم التوقيت الصيفي ومنها مصر (أوقفت العمل به عاما وعادت له) لبنان وفلسطين وسوريا والأردن والمغرب.
لما عرضته أتمنى أن نستغل ساعات البكور في العمل والإنتاج.
واللهم اجعل صيفنا صيفًا وشتاءنا شتاءَ.