افتتحت رواية قيظ للكاتبة وجدان الحامد بعبارة تقول: قل لي ما هو حزنك، أخبرك كم هو عمرك.
وفي جزء من الرواية تقول: كل متعنا نحن أبناء المدن لا حياة فيها، لأننا نخاطب أجهزتنا ونأمل في مباني الطوب نمارس اللقاءات في المقاهي والمكاتب، تعيش بيننا الجدران الطويلة والمباني الشاهقة، نستخدم السيارات حتى في تنقلاتنا القريبة.. بعكس أبناء القرى الذين ألفوا الحياة والفتهم، يزرعون الحياة ويحصدون الحياة.
وفي جزء آخر تقول: أبناء البادية في قلوبهم عنفوان الحياة وفي صدورهم صوت أجش هو صدى الصحراء التي تسكنهم ويسكنونها، أخذ البدو عنفوان الحياة عنا، وتركونا للرتابة والملل، البدوي رجل ألف المشقة حتى صارت هي تهابه، لم يرضخ لبهرجة الحياة فرضخت له مشقتها.
جاءت نورة في أحد الأيام المشمسة لصحراء نجد، لتعلن في وجه كل القسوة أنها من خيوط الشمس جاءت وأنها أقسى من كل العذابات وأكبر من كل الأحزان.
جاءت تحمل في يمناها الصبر وفي قلبها الأبيض شمساً أسطح بياضاً وأكثر دفء فصارت هي نور لمن أظلم عليه طريقه فجاءت نورة من حيث لا نور فتمنت أمها أن تكون لهم نوراً ورحلت بعيداً قبل أن تدرك أن النور من نور نورة يخجل.
وكانت نورة جدتي.. المرأة التي تمنيت أن أشبهها فقط، المرأة التي لا يأتي ذكرها في مجلس إلا وأطرقوا من عظيم ذكراها، المرأة التي جعلت من فراشها لي جنة من الحكايات وأجمل طفولة يمكن أن تحدث، وحدها جعلت من طفولتي شيئاً يستحق الذكر، تلك التي من النساء أعظمهن ومن الإناث أجملهن.