حميد بن عوض العنزي
التطورات التقنية المتسارعة قضت أو في طريقها للقضاء على عدد ليس قليلاً من الأنشطة التقليدية والبعض الآخر يحاول ملاحقة هذه التطورات والاستفادة منها وتغيير نمط التعامل مع التسويق والعملاء وفقاً لما توفره تلك التقنيات من نوافذ وقنوات تواصل متعددة الأشكال للوصول بالسلعة أو الخدمة إلى العميل المستهدف وأخذ هذا النوع أشكالاً متعددة مستفيداً من قواعد البيانات التي يتم جمعها بأعداد هائلة عن العملاء، لكن ليس كل الأنشطة تستطيع مواكبة هذا التغير السريع لا سيما أن بعض الأنشطة تخلفت عن تطوير تقنياتها مما أفقدها القدرة على الصمود واضطر بعضها للخروج من السوق.
مدن الترفيه التقليدية التي مرت بها عقود ذهبية أصبحت اليوم تعاني كثيراً من عزوف جمهورها وخسارتها أمام الألعاب الإلكترونية التي أصبحت تتوالى أجيالها بشكل سريع ومذهل خطفت معها عقول الصغار الذين يتبلدون أمام شاشاتها لساعات طويلة، الأمر الذي قضى تقريباً على الترفيه التقليدي، وذكر لي أحد المستثمرين في مدن الترفيه أنهم منذ سنوات يعانون كثيراً من العزوف والخسائر، ويمتد ذلك حتى إلى صناعة الألعاب التي أصبحت بلا تطوير وأعني بذلك الألعاب التقليدية والكهربائية وهي صناعة تكاد تتوقف كلياً.
العالم اليوم يتجه لمدن ترفيه حديثة في كل منتجاتها وتقنياتها لتلبي متطلبات وحاجة إنسان اليوم، وهذا النوع من المدن مكلف جداً ولا يمكن أن يقوم باستثمارات فريدة لحاجته إلى رؤوس أموال ضخمة كما هو الحال في «القدية»، التي ستغير وجه الترفيه تماماً، ولهذا فإن مستثمري الترفيه التقليدي عليهم أن يفكروا خارج الصندوق ويبتكرون عوامل جذب غير معتادة، أو أن خيارهم الوحيد هو البحث عن نشاط آخر يكون أكثر جدوى بعد أن أصبح نشاطهم بصورته التقليدية يحتضر.