د.عبدالعزيز الجار الله
وقعت كندا في خطأ التوقيت والأسلوب والدولة المعنية، عندما اختارت الدولة السعودية، ثم أسلوب ولغة التخاطب بالأوامر، ووقت وزمن التدخل:
- اختارت الدولة الخطأ السعودية التي تملك القوة والعمق الدولي في لعب دور الوصاية، وهي أي كندا التي ما زالت تحت الوصاية جغرافيا الجوار الأمريكي وأقاصي الأرض، والوصاية السياسية في تبعاتها لبريطانيا.
- اعتقدت كندا أنها دولة عظمى لذا تخاطبت مع السعودية بفوقية الدولة العظمى، وحتى الدول العظمى لديها لغة دبلوماسية تتخاطب بها.
- التوقيت عندما اعتقدت كندا أن السعودية واقعة في ضبابية الربيع العربي عام 2010م عندما كان الوطن العربي يموج في بحار الفوضى، والأحداث المتسارعة التي تجعل الرد يتأخر ويمرر باعتذار.
خريطة العالم تغيرت بعد أن جربت الدول العظمى ودول مجلس الأمن والكبرى الدخول في حروب ضد دول غير حدودية وبعيدة عن عواصمها ومثال لذلك: أمريكا تعلمت من غزو العراق تحت مبرر وغير مبرر عام 2003م بأن كلفة الحرب مكلفة وفاتورتها غالية، وتعريض جنودها للخطر، وقتصادها للانهيار أو الركود، أمريكا ما زالت تعاني من تأثير وسلبيات غزو العراق، هذا السيناريو تمر به روسيا في تدخلها بسورية منذ عام 2015م وحتى الآن وهي تستنزف نفسها في حرب النهاية قد لاتنتصر وتخرج كما خرجت أمريكا من العراق وسلمت العراق إلى إيران وإلى الحرب الأهلية، فمن خلال هذين الموقفين من دول عظمى يمكن قراءة الخارطة السياسية للعالم، فالسعودية والخليج العربي ليست هي أبان إلصاق التهم بِهَا عن مسؤولية تفجيرات أبراج أمريكا في 11 سبتمبر عام 2001م، عندما كنّا واقعين تحت تأثير الرد والتصحيح والدفوعات وإفشال التهم التي لفقت على السعودية، حينها كنّا في حالة دفاع في قضية مصيرية، وكان الأعداء وعلى رأسهم إيران في حالة تربص ورصد لإدخالنا في شراك وشباك الدول الراعية للإرهاب.
كندا الدولة ذات النظرة الفوقية والموهومة بالدولة الكبرى في السياسة خاطبتنا بلغة المنتصر عبر تغريدة عليكم الإطلاق الفوري بصيغة الأمر، وهي لغة مستهجنة في الدوبلوماسية بين الدول فكيف إن كانت من كندا موجهة للسعودية الثقل الخليجي والعربي والإسلامي والاقتصادي العالمي، لذا جاء ردنا في السعودية قوياً بحجم الإساءة التي تعرضنا لها، سحب السفير من كندا، واعتبار السفير الكندي بالرياض غير مرغوب به مع وقف الدراسة والتدريب والعلاج وإجراءات أخرى، المعاملة بالمثل ومن جنس العمل في التعاملات التي تمس أمن الدولة والسيادة.