د. محمد عبدالله العوين
نفى وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير بصرامة ما ادّعته وزيرة خارجية كندا بأن المملكة تنتهك حقوق الإنسان بإيقافها عدداً ممن حكم عليهم القضاء بعد ثبوت إدانتهم أو ما زال بعضهم تحت التحقيق، وأكد أن قضيتهم تتعلّق بأمن الدولة، وليس لأنهم أصحاب رأي.
صعدت كندا بصورة سافرة ما كانت تومئ له بين حين وحين بصيغ مختلفة متبنية الدفاع عن هذه الشرذمة البائسة وقابلت قيادة المملكة التصعيد الكندي برد سريع وحازم مدعوماً بتأييد خليجي وعربي ودولي أربك الحكومة الكندية وأفشل خطتها المبيتة التي خططت لها ونفذتها بخطوات متوالية منذ سنوات؛ وليست وليدة لحظة طارئة أو رأي عابر.
تمثّل تبني كندا اتجاه (زعران) الليبرالية المشوهة العرجاء من الصبية والصبيات الأميين والأميات ممن لا يحملون سوى الشهادة الابتدائية ولا يعلمون عن الأيدلوجيات والمذاهب والأحزاب إلا عناوينها الفجّة، أو لنقل إن كندا تعلم علم اليقين هشاشة تلك الشلة وبؤسها الفكري والثقافي وفراغ أفئدتهم من كل قيمة لها معنى يستحق الاحترام؛ فراغاً لم يملؤه سوى الشك والحيرة والقلق الممض القاتل؛ ولكنهم يتسترون بورقات توت يزعمون أنها أفكار تعتقد الشلة البائسة الحائرة التائهة المشوّهة الجوفاء أنها «ليبرالية» ولكن كندا سايرتهم وصفقت لهم وأمنت على ورقات التوت الصفراء المتهالكة التي يرددون كلماتها كالببغاوات بدون وعي ولا إدراك ولا بصيرة لخطر ما يزعمون أنهم يحملون رايته من دعوات التحرّر والانفلات والضرب العميق في الأصول والقواعد المتينة التي ينطلق منها المجتمع السعودي، سايرهم الليبراليون الكنديون من رئيس الحكومة إلى وزيرة الخارجية إلى السفير إلى وزير الهجرة واللاجئين الصومالي أحمد حسين والقنطرة التي عبّرت من خلاله قطر إلى كندا السفير القطري من أصل إيراني في أوتاوا الملقب بـ «فودكا».
من مصلحة الحزب الليبرالي الكندي أن يجد له أنصاراً ودعاة في أية بقعة من العالم؛ حتى لو كان الأنصار ببغاوات، فما بالك إذا كانت البقعة التي وجد له فيها أنصاراً هم هذه الشلة البلهاء الناقمة التي سترتمي إلى أي حضن يؤويهم ويمدهم بالمال وبالوسائل والأدوات والتنسيق والصوت الإعلامي والسماح لهم بفتح جمعيات مزعومة تحت مسميات «حقوق الإنسان» وهلم جرا.
ولن نغفل عن مكاسب قطر من تهييج من تقدر على تهييجه من أبناء المملكة من إسلاميين أدعياء أو ليبراليين أغبياء وقد وجدت في الحزب الليبرالي الكندي آذاناً صاغية لتبني ما تنسجه من سيناريو ملفق مكذوب عن مطالب حقوقية أو ما ينضوي تحتها من مزاعم باطلة، والليبراليون الأوربيون والأمريكيون وغيرهم ينتشون بوجود أمثال هذه الشلة الغبية المتنكرة ويسعدون أيضاً بمن يساعدهم على تغيير قيم وتقاليد وأخلاقيات المجتمعات العربية؛ وعلى الأخص منها السعودية.
ولذلك مُنحوا الجوائز ووهبوا الجنسيات وأُهدوا اللجوء السياسي وكُلّف لهم المحامون وعُقدت لهم المؤتمرات الصحافية وأشهرت قضايا الصبية والصبيات في وسائل الإعلام بكل اللغات.
لقد تبيّن لنا الآن حقاً لماذا صاح فينا النذير المبكر أن نفيق قبل أن تطعننا في الخاصرة خيانات زوار وزائرات السفارات من الليبراليين والليبراليات. تبا لهم.