«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
لم يكن اللاعب الإماراتي عمر عبدالرحمن اللاعب الوحيد الذي ترك كل الإغراءات المادية وتنازل عنها من أجل اللعب في صفوف فريق نادي الهلال، إذ سبقه لاعبون محليون وخليجيون وعرب عدة، تنازلوا عن المبالغ الأعلى وقبلوا بالأقل في سبيل تمثيل فريق الهلال.
أسطورة الحراسة محمد الدعيع يأتي في مقدمتهم، إذ اختار الهلال وترك ملايين النصر، وعيسى المحياني الذي استخار ووافق على عرض الهلال الأقل تاركاً عرض النصر الأعلى، وأسامة هوساوي الذي غادر الأهلي وعاد للهلال بعرض أقل، وياسر القحطاني الذي ترك ملايين الاتحاد ووقع للهلال بأقل قيمة، وغيرهم من اللاعبين المحليين، أما على المستوى الخليجي فالجميع ما زال يتذكر لاعب المنتخب الكويتي جاسم الهويدي وزميله الآخر بشار عبدالله اللذين تنازلا عن مفاوضة النصر ووقعا للهلال، والحارس العماني علي الحبسي الذي احترف في إنجلترا ووقع للهلال متنازلاً عن الاحتراف في الدوري الإنجليزي، وأخيراً الإماراتي عمر عبدالرحمن الذي فضل أن يوقع للهلال كلاعب حر بعد أن أُجبر على ذلك، تاركاً عرض النصر الذي يفوق عرض الهلال بمراحل. وعلى المستوى العربي يكفي أن نتذكر لاعب الهلال الحالي عمر خربين الذي تنازل عن الكثير لينال شرف ارتداء الفانيلة الزرقاء، وقبله الليبي طارق التايب الذي بكى فراقاً على الهلال.. كل هؤلاء النجوم تنازلوا عن العقود المليونية الأعلى وذهبوا لتمثيل فريق الهلال بمقابل مادي أقل من عروض المنافسين.
أما على المستوى الخارجي الآسيوي الأوروبي واللاتيني والأفريقي، فإن اللاعبين وحتى المدربين حينما يمثلون الهلال يتركون خلفهم علامات الرضى، ويثنون على كل ما يخص الهلال، والأمثلة على هذا الأمر كثيرة جداً والجميع يعرفها، إذ إن بعض لاعبيه الأجانب ومدربيه السابقين ما زالوا يحملون له الود، ويتذكرونه مع كل بطولة.
هذه الوقائع والشواهد تحتاج إلى دراسة عميقة عن سر جاذبية الهلال لهؤلاء وتمسكهم به، وحرصهم على تمثيله رغم كل المغريات التي تأتيهم من منافسي الهلال.
في الهلال تجذب الجميع البيئة النظيفة، والسمعة الطيبة، وعشق اللاعبين له قبل أن يمثلوه، كما أن لجماهيريته الطاغية دورًا كبيرًا في حرص اللاعبين على تمثيل الفريق الأزرق، هذه الأسباب قليل من كثير.
الهلال يختلف عن البقية، ومن الصعب أن تجد ناديًا مثل الهلال، لذلك على الجميع أن يعي هذه الحقيقة، والتنافس مع الهلال على اللاعبين أو المدربين لا يكون بطريقة الدخول في المفاوضات ورفع قيمة المفاوضة، فليس كل لاعب ومدرب يُشترى بالمال، بل هنالك أشياء لا تُشترى بالمال، والهيبة والبيئة والسمعة والزعامة الهلالية تكفي الزعيم الأزرق، وتكفي من يريد الانضمام إليه بعيداً عن التفكير في الأموال.