نوف بنت عبدالله الحسين
مقتبس: (الحياة ستجبرك.. أن تقابل بشراً على هيئة درس)
العلاقة بين البشر محيّرة في بعض الأحيان.. فقد نرهق بعضنا بأخطائنا... رغم أننا نحترم بعضنا... على الأقل كما نظن...
ومهما ظننا أننا تعرفنا على أنماط البشر وتعلّمنا كيف نتعامل معهم....إلا أن الحياة تخبئ لك صنفاً غريباً... وهو أمر يدعو للتأمل... وسبحان من أودع الأمزجة وتقلّباتها في نفوس البشر...
ولذا، تعتبر المدرسة الحقيقية للحياة هو الاحتكاك بالبشر...والتعلّم من خلالهم... وخلق العلاقات أياً كان نوعها... وتصنيفهم لخانات... والتعامل معهم وفق نمطهم وتوجّههم وأفكارهم...
وللأسف الشديد... لم يتبنَ أي جهاز تعليمي هذه المهمة... بل نحن نكتسبها من واقع الحياة... وذلك بعد أن نكبر وننصدم بواقعية الحياة ونتفاجأ بالكم الكبير جداً الذي يتجاوز محيطنا وذلك مربط الفرس...
ليس الأمر بالأشخاص والأجناس بل بآلية التعامل معهم وبالتأثير عليهم، وبالاستفادة منهم، وبالتعرف على أسلوب تفكيرهم، وبفهم رسائلهم...
أكثر مشاكلنا تصير حين نعجز عن فهم الآخر... فنتوه عند أول مشكلة... قد نتعلّم، وقد تتشكل لدينا مثل الصدمة، ولذلك لا يمكن أن نضع كل الثقة ثم ينتابنا الشك بعد الصدمة...
والأهم من ذلك كله، هو ليس معرفتهم بقدر معرفتك لذاتك وخصائصك وأفكارك، فلا يكون الناس هم هاجسك، ولا تجعل نمطهم يؤثروا على أفكارك بشكل سلبي...
اقترب من الأشخاص الذين يحسنون صناعة الحديث، ويستمتعون بمعايشة اللحظة، كن قريباً جداً من أولئك الذين ترتاح للحياة معهم، من يحسن الظن بك...ويدعمك... ويعطيك قدرك... ويرفعك عالياً...
وحاول... حاول جاهداً أن تبتعد عن كل ما يخترق روحك الندية من السوداوية في الحياة... وانتبه من أن تكون شخصاً مريباً.. أو مزعجاً.. أو متنمراً....
عد لفطرتك، وتعامل مع الآخرين بما يمثلك، لا بما يمثلهم... واقتدِ بالرسول الكريم (وإنك لعلى خلق عظيم) ومن هذا المفتاح نستطيع التعامل مع الآخرين، فالخلق الحسن والتعامل اللبق هو ما يسهل التعامل مع كل الأنماط... والابتسامة مفتاح القلوب... والكلمة الطيبة صدقة...
وتذكّر... هناك فرق بين التعامل الطيب والسذاجة... وفرق كبير بين التغافل والغفلة...