إبراهيم عبدالله العمار
قبل بضعة أشهر وجد علماء اكتشافاً مخيفاً: إن تدخين سيجارة واحدة فقط في اليوم كافٍ ليرفع احتمال إصابتك بمرض القلب بما يقارب 50 %!
إنه شيء غير متوقع. الكثير يظن أن الإكثار من التدخين هو الضار وأن سيجارة واحدة لن تضر، لكن أثبتت هذه الدراسة الضخمة في أوائل عام 2018م -بلا أي شك- أن سمية السجائر أعظم مما ظننا، وهذا التسميم لجسدك بالغ السرعة، فالمواد الكيميائية تصل إلى رئتيك بسرعة فور استنشاقك دخان السيجارة مما يسبب دماراً فورياً، واستنشاق حتى أقل كمية من التبغ يدمر الحمض النووي في جسمك، مما قد يسبب السرطان. إدخال هذا المزيج من الكيميائيات إلى الرئة يجعل البطانة الرقيقة التي تغلف الرئة تلتهب فوراً، ثم يأتي التهاب الشعب الهوائية المزمن أو حتى النفاخ الرئوي، الذي يدمر الرئة.
فإذا لم تكن مدخناً فابتعد عن المدخنين، لأن مجرد تنشق دخان الغير يرسل السموم للدم فيضر الأوعية ويجعل الدم يتخثر مما يزيد احتمالات الإصابة بالجلطة والأزمة القلبية. وهذه الأضرار لا مفر منها، لأن السيجارة تتكون من أكثر من سبع آلاف مادة كيميائية، المئات منها سامة، منها 70 كل منها يسبب السرطان لوحده، فتخيلها وقد اجتمعت!
أن لا تبدأ التدخين أسهل بكثير من أن تبدأ ثم تتركه، ومما يجعل التدخين صعب الترك تأثيره على المخ، فعندما يستنشق المدخن الدخان يصعد النيكوتين للمخ فوراً ويثير بعض الخلايا والتي بدورها تفرز مادة اسمها «دوبامين» تخلق شعوراً بالنشوة. عندما يترك الشخص التدخين فإن تلك الخلايا تظل متعطشة للنيكوتين ليجعلها تفرز الدوبامين حتى بعد مرور شهر كامل، وعندما تُحرَم من الدخان فإن أعراض الانقطاع تبدأ.
ترك التدخين ممكن، وقال علماء إن ثلاثة أرباع المدخنين نجحوا في ترك التدخين من دون أي من الأدوات المساعدة التي يستعين بها البعض مثل رقعة النيكوتين اللاصقة وغيرها، فترك التدخين فجأة طريقة ناجحة لمن يملك العزيمة.