سعد السعود
في كرة القدم وبهذا الزمن والذي حول العالم لقرية صغيرة.. لم يعد للأسرار وجود.. فالأخبار التي يخفيها نادي ما.. تظهر على المواقع العالمية بأدق تفاصيلها وبلا إبطاء.. ولذا فإني أتعجب من إدارة الشباب وهي تتعامل مع أحد تعاقداتها الأجنبية وكأنه سر نووي.. إليك شيئاً من المسلسل الذي عرض في الأيام القادمة:
- في السابع من ذي العقدة أعلن نادي الشباب اتفاقه المبدئي مع البرازيلي صوماليا لاعب تولوز الفرنسي.. وشكر البيان الشبابي رئيس هيئة الرياضة على دعمه لإتمام الصفقة.. وذكر بأن اللاعب سيتم التعاقد في معسكر الفريق.
- بعد أيام قليلة وصل اللاعب لمعسكر الفريق في ماربيور في سلوفينيا.. وتداول الجميع صوره سواء في تنقلات النادي أو حتى تدريباته.
- انتظر الجميع يوم فيومين ثم ثالث بل لأكثر من أسبوع ليعلن النادي إتمام التعاقد.. ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث.. وسط صمت مطبق وبلا أي إيضاحات.
- تواترت أنباء من هنالك عن عدم اجتياز اللاعب للفحص الطبي بسبب ارتفاع الضغط.. وبالطبع لم نقرأ بياناً من النادي عن ذلك.. في حين ما زالت صور اللاعب ترد من معسكر الفريق.
- بعد يومين من تلك الأنباء قيل إن الفحص الطبي للاعب أعيد وفشل كذلك.. وللأسف ما زلنا وسط دائرة الضبابية بلا أي خبر عن الحالة الطبية للاعب وتأخر توقيع العقد النهائي.
- ما ذكر تالياً أن اللاعب غادر معسكر سلوفينيا.. ولازال الوضع باقياً على إعلان العقد المبدئي قبل أسبوعين.. عدا ذلك فإدارة الشباب تخفي ما آلت إليه الأمور.. ولا نعرف شيئاً عن الأمر سوى بعض اجتهادات المحبين لتمرير معلومة في برامج التواصل الاجتماعي.. ولا ندري عن مدى صدقيتها من عدمه.
- الحدث الفريد التالي هو مسح التغريدة من حساب النادي والتي أُعلن فيها التعاقد مع اللاعب البرازيلي.. ولا أدري عن المسببات.. وبالتأكيد الوضع لازال في الإدارة الشبابية يراوح الصمت ولا يبرر أيما تصرف.
- الصحف الفرنسية بعدئذ تعلن أن اللاعب ويرجيتون صوماليا غادر بالفعل معسكر الفريق وهو متواجد في مدينة بودابست الهنغارية.. والمشجع الشبابي يستقي الأخبار من الصحف الغربية بلا أي خبر من ناديه.
- ذات الصحف الفرنسية تؤكد أن اللاعب قد رفع فعلاً شكوى رسمية لـ»الفيفا» ويطالب فيها بكامل قيمة عقده والبالغة 10.5 مليون ريال.. ويدعي أنه سليم ويطالب أطباء «الفيفا» بإجراء الكشف الطبي له.
- الفريق الشبابي يعلن انتهاء معسكره في سلوفينيا ويعود للرياض يوم الخميس الماضي مصطحباً جميع لاعبيه.. عدا اللاعب صوماليا فلم يعد مع الفريق ولم يذكر حوله أي تفاصيل.
- يوم الجمعة ترددت أخبار عن أن اللاعب ربما سيصل للرياض في قادم الأيام.. وسيقوم بإعادة الفحص الطبي في المستشفيات المحلية وعلى ضوءه ستتم الخطوة التالية.. وأيضاً لم نسمع أو نقرأ أي ردة فعل شبابية.
- السؤال العريض لماذا كل هذا الغموض حول مصير اللاعب؟ والأهم كيف تورط النادي بهذا التعاقد دونما قدرة على الفكاك منه؟
- باختصار.. عن الغموض فببساطة إن لم تكن واثقاً من نفسك.. فستحاول إخفاء عيوبك.. وليس أدل من صمت القبور الذي يحدث.. فضلاً عن مسح تغريدة التعاقد مع اللاعب بلا أي مقدمات ولا حتى توضيحات.
- أما كيف تورطت الإدارة بهكذا تعاقد ولم تستطع إلغاءه بكل سهولة.. فلسبب بسيط وهو انعدام الاحترافية.. فأدنى مشجع بات يعرف أن العقود المبدئية ملزمة متى ما تمت بين النادي واللاعب أو حتى بين الأندية ولم تشترط اجتياز الفحص الطبي.. وهو ما غردنا فيه منذ بدء فترة التسجيل مستندياً على أقوال الخبراء وتحذيراتهم.
- أخيراً أترككم مع رأي الأستاذ أحمد الأمير وهو المهتم بقوانين «الفيفا» وقضاياه.. حيث ذكر ما نصه هو الوضع الشبابي الحالي مع اللاعب: (سبق أن أعلن الشباب عبر حسابه الرسمي بأنه قام بتوقيع اتفاق مبدئي مع المحترف البرازيلي صوماليا ومن المقرر أن يلتحق اللاعب بمعسكر الفريق لإجراء الفحوصات الطبية والتوقيع الرسمي، وهنا نجد أن البيان ذكر اتفاقا مبدئيا مع اللاعب وليس ناديه وهنا تكمن الإشكالية الرسمية والسبب أن «الفيفا» ولجانه القانونية لا تعترف بمصطلحات العقد المبدئي أو الاتفاقيات أو حتى العروض الاحترافية تعتبرها عقوداً ملزمة متى ما احتوت عناصر أساسية للعقد.. وهذه العناصر تتضمن: (أسماء أطراف العقد، الغرض من العقد، مدة العقد، المستحقات المالية والرواتب، تواقيع أطراف العقد).
- وأضاف الأستاذ أحمد: (متى ما احتوت الاتفاقية الشبابية الموقعة مع اللاعب وليس ناديه هذه العناصر الخمسة فذلك يعني أن الشباب وقع عقداً ملزماً مع اللاعب ولا يحق له إنهاؤه بسبب عدم اجتياز اللاعب للفحص الطبي، وإن حدث من جانب الشباب إنهاء العقد فإنه يعتبر إنهاء بدون سبب مشروع وعلى ضوئه فقد يعاقب النادي مادياً ورياضياً استناداً على المادة 17 الفقرة 4 من اللائحة الدولية لأوضاع اللاعبين وانتقالاتهم، متى ما قام اللاعب برفع دعوى ضد الشباب في غرفة فض المنازعات في «الفيفا»، لذا فليس هنالك من مخرج للشباب سوى إنهاء العقد بالتراضي تجنباً من رفع قضية من اللاعب).
- ويختم الأستاذ أحمد بالحلول الممكنة: (المخرج القانوني الوحيد للشباب هو أن يكون النادي قد وقع مع تولوز الفرنسي فقط واشترط اجتياز اللاعب للفحص الطبي قبل التوقيع مع اللاعب، وفي هذه الحالة يحق للشباب إنهاء العقد الرسمي مع النادي الفرنسي دون تبعات قانونية، وذلك نظراً لأن الاشتراطات الخاصة بتجاوز الفحص الطبي تطبق على العقود المبرمة بين الأندية فقط وليس بين الأندية واللاعبين).