د. محمد بن صالح الظاهري
ضمن مواكبة صحيفتنا العزيزة «الجزيرة» المتميزة للأحداث، جاء من بين أهم عناوينها في الأعداد التي صدرت عقب تدخُّل كندا السافر في الشأن الداخلي السعودي «السيادة.. خط أحمر». وذلك عنوان لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال من قِبل كل سعودي وسعودية؛ فسيادة الوطن لا مساومة عليها مهما كلفت، ومن واجب الدولة الحفاظ عليها أيًّا كانت تبعات ذلك، وهو ما فعله ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -رعاهما الله-. وواجب الشعب مساندة الحكومة في ذلك.
فالوطن بلا سيادة يا سادة لا قيمة له، وما إن تنتهك سيادة الأوطان حتى تصبح لقمة سائغة في أفواه الدول الأخرى، إما بالتدخل المباشر أو عبر مجاميعها الإرهابية أو المرتزقة الوكيلة عنها؛ لهذا لا نقاش حيال سيادة وطننا، ولا تسامح مع من يفعل هذا الأمر أيًّا كانت علاقته بالمملكة سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا؛ إذ لا بد من صده وردعه، وخصوصًا أن المملكة العربية السعودية دولة كبيرة وقوية، ولها ثقلها السياسي والدبلوماسي والاقتصادي الذي تحسب له الدول الأخرى حسابًا؛ فهي من بين الدول العشرين الأقوى اقتصادًا في العالم، فضلاً عن أنها تحتضن الحرمين الشريفين، وقبلة مليار ونصف المليار مسلم؛ وبالتالي كان من العبث ما أقدمت عليه كندا بعد أن تحدثت بطريقة صبيانية، لا تلتزم بالأعراف الدولية والمبادئ الدبلوماسية التي تعمل بها الدول حين تخاطب بها دولاً أخرى، فكيف إذا كان الخطاب موجَّهًا إلى دولة مهمة كالسعودية؟ لذلك كانت ردة الفعل من القيادة السياسية في وطننا الغالي حازمة، وأسعدت الشعب، ولاقت تأييدًا من أغلب الدول.
ولله الحمد هذا الحدث أظهر كم هو الشعب السعودي فخور بقيادته، وكم هي المملكة العربية السعودية مؤثرة وقوية بالتضامن الكبير معها، وهذا بفضل الله -عز وجل- ثم بحكمة ملكنا الغالي وولي عهده -حفظهما الله-.
ومع تأكيدنا أن الجميع عليه واجب الوقوف مع وطنه وقيادته في أي أمر تتخذه لمصلحة الوطن، نوضح أن الخاسر الأكبر من هذه الأزمة هي كندا؛ فمن الجوانب كافة تدرك كندا أنها أدخلت نفسها في قضية ستكون خسارتها فيها كبيرة إذا لم تتدارك الأمر وتفعل ما يتوجب عليها فعله، كما ذكر معالي الوزير عادل الجبير.