صيغة الشمري
قبل يومين أطلق هواة هاشتاق #اعطونا_مشهور_يستحق_المتابعة، شارك فيه رقم مهيل من المتابعين للسوشال ميديا في السعودية، اتضح من حجم مشاركتهم الكبيرة تعطشهم الشديد لفرز الغث من السمين والقضاء على حالة الفوضى العارمة في تسيد الكثير من الفارغين والساذجين على المشهد الإعلامي في منصات العالم الرقمي المتعددة، اتضح جلياً من خلال تعليقات المشاركين في هذا الهاشتاق الذين تجاوز عددهم المائة ألف مشارك في غضون ساعات قليلة من إطلاقه انحيازهم التام وتأييدهم لأصحاب المحتوى الجيد الذي يحتوي على قيمة تفيد الناس، الجميل في هذا الهاشتاق أنه لم يستثن أحداً فهو يخص كل مشهور عبر أي منصة من منصات السوشال ميديا، مثل هذا الهاشتاق يجعل الكثير من الذين اشتهروا عبر المحتوى التافه أن يفكروا ألف مرة بأن شهرتهم لاتمنحهم قيمة ولا احتراماً مهما زاد عدد متابعيهم، وفي خضم تقنين إعلاناتهم التجارية وضبطها عبر تصريح رسمي وجدوا أنفسهم محاصرين وعليهم مواجهة الحقيقة المرة التي بدأت تتشكل رويداً رويداً في انتهاء مسيرتهم دون أي فائدة تذكر، لاسيما وأن كل من يستضيف هؤلاء السذج في مناسبة أو إعلان تجاري تنصب عليه سهام النقد حتى يندم أنه استعان بمثل هذا الفارغ للترويج للمناسبة، مثلما حدث في إحدى المحافظات التي استضافت أحد الساذجين الذين اشتهروا عبر عبارة عنصرية ساذجة أصبح يتداولها المراهقون من باب التندر والضحك عليه وليس منه، وجدت هذه المحافظة النقد والاحتجاج حتى اضطرت للتخلص من استضافة هذا الساذج وتقليص أيام إقامته في المحافظة للهروب من نقد متابعي السوشال ميديا الذين أصبح لهم رأي مسموع ومؤثر، مثل هذا الهاشتاق الذي يسهم في فرز الجيد والرديء وعمل طرد مركزي للتفاح الفاسد بشكل سريع وآلي يجعل ظاهرة انتشار ساذجي السوشال ميديا مجرد فقاعات صابون ما تلبث أن تتلاشى بعد فترة وجيزة، كذلك يسهم استضافة مشاهير السوشال ميديا الذين يملكون المحتوى الجيد في المحافل المختلفة للحديث عن تجاربهم في تضييق الدائرة على السذج والحمقى، سنظل نكرر مقولة لا تجعلوا الحمقى مشاهير مع كل شعوب العالم، لأن في ذلك خطر كبير على المجتمع وعلى ثقافته وحتى على نموه، خطورة ذلك كبيرة يعرفها كل شخص لديه مسؤولية اجتماعية ورسالة سامية تجاه وطنه ومجتمعه.