فهد بن جليد
بعض الأشقاء العرب العاملون في مراكز إدارية في بعض الشركات والمؤسسات العاملة في السعودية - خصوصاً من عرب الشمال الكرام - ما زالوا يتعاملون مع الجيل السعودي الجديد المُتخرِّج من أرقى الجامعات العالمية، والمُتسلِّح بالعلم والتجربة، والمتفوق علمياً وتأهيلياً على نظرائه في المنطقة، بذات النظرة السوداوية السابقة التي عانى منها الرعيل الأول من الموظفين السعوديين في القطاع الخاص، بعض هؤلاء لم يستوعبوا حتى اللحظة أنَّ السعودية تتجدَّد، وتُحلِّق عالياً في السماء علمياً وتقنياً بقدراتها الشابة، فهي تتطوَّر بشكل مُذهل وسريع، فالسعوديون عقول مُنتجة وقادرة على الإبداع وصنع الفارق, بشهادة مصانع العقول في أمريكا وأوربا وغيرها، لا أعرف هل ألومُ أصحاب هذه المُنشآت ؟ أم ألومُ النظام الإداري في القطاع الخاص المدعوم بالأنظمة والقوانين، أم ألومُ شبابنا الذي يصمت أمام مُحاولات عدم الاعتراف به، وسلبه الفرصة لإثبات ذاته وإبراز قدراته ؟!.
لا أشير هنا إلى حادثة أو موقف بعينه، بل أحاول تسليط الضوء بكل شفافية وصراحة على أجواء عامة، وضغوط تُمارس في الخفاء ضد بعض أبناء الوطن في بعض شركات ومؤسسات القطاع الخاص، وأدعو السعوديين من أصحاب تلك المُنشآت، أن يُفتِّشوا بين القدرات السعودية العاملة لديهم في المكاتب والإدارات، لأنَّني مُتأكد أنَّ من بينهم كفاءات تستطيع القيام بمهام المدير - غير السعودي - بإتقان أكبر وقدرة احترافية ونجاح مُبهر، متى ما آمن أصحاب رؤوس الأموال بشبابنا، ومنحوهم الفُرصة والرعاية، والاهتمام والحماية اللازمة، حتى لا يقعوا ضحايا التمييز الإداري المقيت، فقط لأنَّهم سعوديون واعدون.
الاهتمام بهذه الكوادر السعودية الشابة لم يعد خياراً مطروحاً فحسب، بل بات واقعاً ملموساً ومُعاشاً، مكاسبه الاستراتيجية تتحقق للوطن، ولمن نجح من هؤلاء في إدارة هذا الملف في شركته أو مؤسسته بكل شجاعة، التطوير والتمكين من الدخول إلى المنصات القيادية في مجالات العمل المُختلفة، جزء من مشروع رؤيتنا الوطنية الطموحة، الكُرة في مرمى أصحاب الأعمال، الخوف والتردُّد يُبقياننا في ذات المكان سنوات طويلة أخرى، بالاعتماد على قدرة الأجنبي فقط، مع الخشية من منح الفُرصة للقُدرات السعودية الشابة، بحجة التجارب والروايات السابقة التي يُروَّج لها في أروقتهم ومجالس إدارتهم من قبل الأجانب بكل ذكاء، بينما بلادنا المُتجدّدة تعتمد على شبابها أكثر وأكثر في كل المجالات مع إشراقة كل يوم، فهل يفوت القطار بسبب من ما زال مُعتمداً على الأجنبي، وينظر للمُستقبل بعين عوراء؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.