يوسف بن محمد العتيق
يقول زميلنا وأستاذنا أبو بشار خالد المالك، عن زميلنا العزيز الأستاذ عبدالرحمن المصيبيح -رحمه الله: (كان الفقيد أحد أبرز الصحفيين في المملكة في التزامه -دون ملل أو كلل- في القيام بالتغطيات الصحفية الميدانية، وفي التركيز والتخصص في ذلك، دون التفكير بنشاطات صحفية أخرى قد تضعف من جهده، وتحد من نشاطه، وتضعه بين خيارات ربما لا يحبذ بعضها، أو لا يجد نفسه فيها، لذلك فقد تخصص بكل نشاطات إمارة منطقة الرياض وأمانة مدينة الرياض والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وكل ما يتصل بنشاطات أو فعاليات ترتبط بهذه الجهات، إلى جانب ما يُكَلَّف به من مهام لا تبعده عن الأولويات في النشاطات التي اعتاد عليها).
وأنا أثني على كلام أستاذنا المالك بأن أي باحث أو راغب في الاطلاع والاستزادة عن تاريخ نهضة مدينة الرياض خلال الأربعين عامًا المنصرمة، والجهود الكبيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله (أمير الرياض آنذاك)- لنهضة العاصمة، فستكون الأخبار التي كتبها عبدالرحمن المصيبيح مصدرًا مهمًا له.
كتب المصيبيح بشكل دائم وبجهد لا يعرف الكلل أخبار العاصمة ووالدها الحاني سلمان بن عبدالعزيز ورجاله الكرام في الإمارة والأمانة وهيئة التطوير.
ولم يكن أبو بدر من صحفيي (الفاكس) المعد سلفًا من تلك الجهة أو تلك الدائرة، فضلاً عن الإرسال (بالإيميل) أو (الواتس) كما هو الحال ببعض صحافة الإعلام الجديد الآن، بل كان ميدانيًا من الطراز الأول، تجده إلى جوار المسؤول وقريبًا منه حتى ينقل الخبر بصدق ومنهجية.
الفائدة الكبرى -في تقديري- من سيرة ومسيرة عبدالرحمن الصحفية -وكلها فوائد- أن الصحفي أو الباحث أو الكاتب حتى الشخص العادي المتابع إذا أوجد لنفسه خطًا معينًا وسار عليه بصبر ودون ملل، فسيأتي يوم ونجد ثمرة هذا التوجه. والدليل عبدالرحمن المصيبيح وتاريخ العاصمة الرياض.
رحم الله أبا بدر وجعل ما أصابه من مرض وألم في آخر أيامه تكفيرًا له ورفعة عند ربه.