فوزية الجار الله
سأل أحد الأشخاص الشيخ عبدالله المطلق في إحدى حلقات برنامج الفتاوى الخاص به على إحدى القنوات التلفزيونية، هل يجوز أكل البطريق؟!
فأجاب الشيخ مبتسماً مندهشاً بما معناه: إذا وجدته يوماً كُله!!
ذلك أن موطن البطريق الأصلي تلك المناطق الباردة مثل القطب الشمالي والجنوبي ولا يمكن أن يتواجد في منطقة صحراوية وربما يكون الدافع خلف هذا السؤال ليست شهوة الأكل بقدر ما هي خيال خصب وفضول للمعرفة، هذا السائل يبدو لطيفاً جداً عند آخرين في عصرنا الحاضر يتهافتون على أكل الجراد وحيوان الضب الصحراوي كما يفعل الأوائل، وإذا كانت دوافع الأجداد السابقين ومن حولهم هو الجوع وندرة الطعام فأي عذر نجده لهؤلاء، وقد ظهرت طرفة عابرة حول أولئك، أحدهم كتب ذات ربيع حينما انهالت عليهم أسراب من البعوض، يقول: إلى الأشخاص عاشقي أكل الجراد والضبان تفضلوا لدينا «نامس» أي بعوض تسبب في إزعاجنا ليتكم تأكلونه!» لكن من تحدثت عنهم آنفاً ممن لديهم رغبات غير مألوفة في تناول الغرائب يبدون أكثر لطفاً ومنطقية من تصرف آخرين رأيتهم عبر لقطات فيديو مصورة مؤخراً، أولئك عمدوا إلى ذبح طائر الطاووس الجميل، وقد فعلوا ذلك بمنتهى الاستمتاع والاستعراض حيث قاموا بتصويره في كافة المراحل ومن ثم استلذوا بأكله تماماً كما يؤكل البط والدجاج والخراف والأسماك، يا للكارثة..!
(يوجد نوعان معروفان من طائر الطاووس في العالم، وهي: الطاووس الأزرق أو الذي يعيش في الهند وسريلانكا، والطاووس الأخضر الذي يعيش في جزيرة جاوة في إندونيسيا، وميانمار (بورما)، بالإضافة إلى وجود نوع آخر غير معروف، وهو طاووس الكونغو الذي يسكن في بعض الغابات في إفريقيا)
هذا بعض ما قرأته حول الطاووس وهذا يعني ندرة هذا الطائر، من المعروف أن ثمن الطاووس يعتبر سعراً باهظاً نظراً لجماله وندرته ولذا ربما يدخل ضمن أهداف هؤلاء الشباب الاستعراض أو (الهياط) كما هو متعارف عليه..
لم أكن لأصدق، لو لم أر ذلك المشهد بعيني، أمر عجيب جداً تجاوز العقل والمنطق، هل ضاقت بهم السبل وهل انتهت أنواع الأطعمة حتى يبحثون عن هذا الطائر الجميل الذي يبهج الناظر إليه بألوانه الجميلة ويتناولونه بمنتهى الزهو واللا مبالاة وعدم الإحساس؟! صحيح أن هذا الطائر يعتبر لحماً حلالاً يجوز أكله، لكن ليس على كافة الأحوال، سلوكياتنا تجاه الأغذية لا ترتبط فقط فيما يختص بالحلال والحرام الذي يقضي به الشرع فقط، لكن ضمن اعتبارات أخرى.. يمكن أكله فيما لو أصيبت بلادنا لا سمح الله بمجاعة وجعلتنا في حالة احتياج بالغ إلى ما يبقينا على قيد الحياة، لكننا ولله الحمد ننعم بالخيرات ولا نعاني نقصاً فلماذا البطر والعبث بمثل تلك المخلوقات الجميلة التي أعدت للزينة والاستمتاع والتأمل؟!