أمل بنت فهد
حجاج بيت الله من كل مكان، وبكل اللغات، لبَّيتم نداء الرحمن من أقصى بقاع الأرض، ونحن بدورنا في المملكة العربية السعودية، حكومة وشعبًا، نسابق الوقت، ونتحدى ضيق المكان، وخصوصية الزمان؛ لنحقق لكم حجًّا خاليًا من المشقة؛ لأننا في أعماقنا نسعد بخدمتكم، من أعلى مقام في الدولة إلى كل فرد من السعودية.
في كل عام وملف الحج أولوية عندنا، وليس قبله قبل، وآمالنا توحدت في أداء هادئ، آمن وسهل، يضمن لكم تأدية هذا الركن العظيم من الإسلام كما تأملون وأكثر، لا تنغص عليكم أبسط الظروف؛ فسعادتكم هي مكسبنا الأكبر.
أنتم شهودنا أمام ربنا، وأمام العالم أجمع، بأن هذه الدولة الكريمة حين خدمت بيت الله فإنها قدمت الغالي والنفيس، ونحن شعب يرى في خدمتكم الأجر العظيم؛ لذا فنحن خدّام بيت الله العتيق.
لم تثنِنا المشقة، بل هي برد وسلام علينا، ولم تؤثر فينا محاولات الأعداء، بل كل عام نتقدم بقفزات مهولة لتيسير الحج لمن شاء أن يلبي النداء.
أتيتم وفرحتكم تسبقكم، ونحن بكم أشد فرحًا، ننشد راحتكم، ونتمنى لكم حجًّا مبرورًا، ومقبولاً عند ربنا.
دولتنا قبلت أصعب تحدٍّ: ضيق المكان، وكثرة الأعداد، ومحدودية الزمن.. وكسبت التحدي؛ لأن ما يحركنا شعور عميق وقديم بقدم المكان.. مسؤولية تغمرها الرحمات، نعيشها وكلنا يقين بأن في سعادة كل حاج تكمن سعادتنا.
كلنا جنود مجندون في موسم الحج، ونفخر بذلك ونسعد، سواء كنا معكم في المكان ذاته، أو كنا أبعد، إلا أن الشعور واحد، نتابع تدفق الفوج تلو الفوج، ونفرح لكم، وهمنا الأول أنتم.
كل الأماني والدعوات بموسم حج نتشارك فيه الأجر والمثوبة، أمن ككل مرة، في أجواء تتصاعد فيها الدعوات المباركة من المسلمين.
فأهلاً بكم حجاج بيت الله، أنتم أهل المكان، ونحن خدم لبيت الله الحرام.