د.دلال بنت مخلد الحربي
هناك أحداث كثيرة تدور في هذا العالم، وتتداولها منظمات وهيئات دولية وحقوقية، من بينها الحديث القديم الذي يتجدد دومًا عن حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية. وهنا تظهر أقلام، وتنشط أصوات من مختلف أنحاء العالم، تتحدث عن المرأة في المملكة، وعن أوضاعها، وتتبارى منظمات كثيرة غربية بالدرجة الأولى في الحديث عن قمع تواجهه المرأة السعودية، واضطهاد وظلم، ويدعمهم في هذا أصوات نسائية محلية، أغلبهن غير معروف محليًّا إلا في أوساط المنظمات العالمية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة في الغرب.
السؤال هنا:
كيف حكمت المنظمات الغربية الحقوقية على وضع المرأة السعودية؟ وكيف توصلت إلى أنها تعاني من الظلم والاضطهاد، وأنها في وضع بائس؟
وهل أجرت هذه المنظمات وغيرها دراسات عن المرأة في المملكة ووضعها الحقيقي؟
وكيف حوَّل الغرب نساء إلى بطلات لمجرد اعتراضهن على أمور من الصعب تناولها في خارج إطار الشرع الإسلامي الذي ترتكز عليه المملكة كقاعدة حكم، والذي يحظى بالقبول بين أوساط هذا المجتمع، لن نقول مئة في المئة، ولكن الأغلبية الساحقة ترغب في أن تعيش في إطار ما تقتضيه الشريعة الإسلامية.
وهذه الشريعة أعطت المرأة حقوقًا لم تعطها من قبل ومن بعد، ووفرت لها كل الكرامة في القديم والحديث، واشتهرت نساء في التاريخ الإسلامي، كما اشتهرت نساء من شبه الجزيرة ممن قدمن وقدمن الكثير في مجتمعاتهن، كل ذلك في ما هو متعارف عليه، وفي إطار التقييد بالإسلام الحنيف.
إني أتساءل: ما المقصود بالظلم الواقع على المرأة؟ ولماذا يركز الغرب على المرأة في المملكة، ويزداد يوميًّا شراسة في هذا الموضوع؟
هناك مشكلات إنسانية تلحق بالمرأة وغير المرأة في العالم، لا نسمع إلا أصواتًا خافتة تتحدث عنها، فلِمَ هذا الصراخ الدائم عن وضع المرأة في المملكة، وهو صراخ يقوم على تخيلات لا حقيقة لها؟
نعرف أن المرأة في مجتمع المملكة تعاني من أمور مثل أي مجتمع آخر، كما تعاني أي امرأة في مجتمع شرقي أو غربي، ولكن في إطار خصوصية ذلك المجتمع.
إن المنظمات الحقوقية الغربية التي تتدخل في مثل هذه الأمور لا تملك غير معلومات متناثرة، تعجبها وتتناسب مع اتجاهاتها، وإلا فإن دراسة حقيقية سوف تظهر أن المرأة السعودية تحظى بقدر كبير من الاهتمام، وتشارك في كل الأعمال، وفي كل المستويات، وهناك أعلام ورائدات عملن الكثير للمجتمع بصفة عامة، وللمرأة بصفة خاصة، لم يرد ذكرهن عند هذه المنظمات، ولا أشير إليهن من قريب أو بعيد مما يعني أن الغرب يريد فقط أن يصبح وضع المرأة في المملكة كما هو وضعها في أوروبا وأمريكا، وهذه من المستحيلات؛ لأن هناك عقيدة، وهناك أعرافًا، وهناك تقاليد، وهناك قيمًا لكل مجتمع من مجتمعات العالم.