د.علي القرني
الدوري السعودي هذا العام ومع انطلاقته في الموسم الجديد سيكون مختلفاً بكل معنى الكلمة من معنى، فلن يكون كسابقه، بل مختلفاً شكلاً ومضموناً، وهذا ما نتنمى أن يتحقق -بإذن الله-. دوري المحترفين السعوديين سيكون مأوى الأفئدة الرياضية من العالم العربي كله، وليس فقط من المجتمع السعودي، لكونه مرصعاً بالنجوم العالميين من الوزن الثقيل إلى المتوسط، وهذا يسعدنا كمتابعين لهذا الموسم الجديد.
يأتي هذا الموسم بعد انتهاء كأس العالم ومشاركة المنتخب السعودي في هذا المونديال الكبير، حيث صقلت هذه المناسبة اللاعب السعودي بشكل احترافي، مما يضيف له قوة لعب ومهارة أداء تضيف كذلك على هذا الموسم بشكل خاص. والهيئة العامة للرياضة استطاعت أن تذلل الصعب وتمهد كل الطرق لأن يكون هذا الموسم في أفضل حالاته التنافسية بين الأندية السعودية كافة.
كما أن كل نادٍ من الأندية الممتازة استطاع بدعم الهيئة العامة للرياضة برئاسة معالي رئيسها الأستاذ تركي آل الشيخ أن يرتقون بمستوى الأندية الصغيرة إلى مصاف التنافس الاحترافي والتحدي الكبير في موسم ساخن جداً سيشهد تنافساً غير مسبوق بين الأندية كافة إلى ربما الجولة الأخيرة من الدوري.
هذا الموسم سيعد استثنائيا بكل المقاييس، وأقلها نسبة المشاهدة العربية لهذا الدوري الكبير الذي يضخ بنجوم وطنيين ودوليين من مختلف الجنسيات والقارات، وسيلفت انتباه العالم إلى هذا الدوري الذي نتمنى أن يكون الدوري الأول في آسيا وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط. وسنجني نحن السعوديين ثمار هذا الحضور الدولي في دورينا الوطني، ومن شأنه أن يضيف الكثير على واقعنا، فمن خلال مثل هذا الدوري نحن نستقطع أوقاتاً ثمينة كل يوم تقريباً أو ثلاث مرات في الأسبوع من وقت المشاهد الدولي ليتعرف على لاعبينا، وتصله رسالة السعوديين بشكل خاص. ومن هنا أرى أن ينظر من جديد إلى مثل تلك الرسائل التي نبثها قبل المباراة أو بين الشوطين أو خلال لحظات توقف اللعب، فهي رسائل مهمة جداً، أرجو أن تكون في الشأن الاجتماعي والوطني بالدرجة الأولى.
كما أن النجوم الدوليين الذين قدموا أو متواجدين بالدوري السعودي ربما من المفيد أن نحتفل بهم في حفل وطني كبير لتقديمهم للمشاهد السعودي والعربي والدولي، فهذا من شأنه أن يضيف الكثير إلى الدوري السعودي. ومن هنا فأرى أن نصنع رسائلنا باحترافية كبرى.. فكل حركة أو صورة تشكل رمزية مهمة نصل من خلالها إلى العالم العربي والدولي، فالرسالة الأولى يجب أن تكون وطنية وتعكس القيم السعودية الأصيلة. وأتمنى أن نكون على مستوى هذا التحدي.
أما الإعلام، فهو قصة مهمة جداً في الدوريات الكبرى في العالم، ولهذا فنحن كإعلاميين علينا أن نكون في مستوى الاحتراف الإعلامي الرياضي، ولنبتعد عن سواليف رياضية يتم تداولها في الاستراحات والمجالس بطريقة عشوائية. الإعلام الرياضي الاحترافي موجود في الدوريات الكبرى، يبدأ بالتعليق الثنائي على المباريات، أحدهما لمتابعة أحداث المباراة والآخر لإعطاء تحليل عميق وخلفيات معلوماتية مهمة، ويعطي الدلالة والعمق لأحداث المباراة، وانظروا مثلاً لدوريات كرة القدم الأمريكية أو لدوري البيسبول أو غيرها من الألعاب الأخرى، وحتى بطبيعة الأحوال في الدوريات الأوروبية لكرة القدم.
إن الإعلام هو الركيزة الأولى في دعم الرياضة، ولهذا فإننا مطالبون أن نصل إلى مستوى احترافي متقدم ليس فقط في استاد الملك فهد الدولي في الرياض أو ملعب الجوهرة في جدة، بل في كل الملاعب التي تشارك في الدوري، فيجب أن يتم صياغة تلك الملاعب بطريقة احترافية، وربما تحتاج إلى إعادة تأهيل شكلي ليتناسب مع متطلبات العمل الإعلامي الاحترافي، فالزوايا البصرية التي تنقلها الكمرات يجب أن تتموضع في أماكن معينة دون أماكن أخرى، حتى تعطي المساحة والزاوية الإعلامية التي نحتاج إليها.
وهناك أمور أخرى يجب الالتفات إليها ولا يسعنا هنا أن نتوسع في تفاصيلها.