علي الصحن
لقاء الهلال والاتحاد في مباراة السوبر اختبار صعب للفريقين، يمكن القول إن النتيجة ستلقي بظلالها على مشوارهما طويلاً، حتى وإن كانا يملكان من الخبرة والقدرة على تجاوز العثرات الكثير.
لقاء السوبر سيكون الفاتحة الحقيقية لموسم الفريقين حتى وإن كان الهلال قد لعب أمام الشباب العماني، وهي مباراة غاب عنها الهلال وبدأ واضحاً أنه مشغول ذهنياً بلقاء السوبر، وهو أمر عبر عنه مدرب الفريق بصراحة عندما وصف المواجهة بأنها استكمال للاستعداد للموسم الجديد.
الهلال والاتحاد كبيرا الموسم الماضي وبطلا بطولتيه الكبيرتين، والفريقان يبلغان السوبر رفقة بعض للمرة الثانية على التوالي قبل أن يلغى لقاء الموسم الماضي، والهلال يلعب السوبر فعلياً للمرة الثالثة فيما يلعبه الاتحاد للمرة الثانية ويحمل الهلال لقباً واحداً ولا ألقاب للاتحاد.. هكذا يقول التاريخ.
مباراة السوبر صعبة معقدة غير واضحة المعالم، ومن ضروب المستحيل تقديم قراءة فنية لهما أو القول إن كلاً منهما أو أحدهما يعرف الآخر، فهما غيرا جلدهما كثيراً عن الموسم الماضي، وهما في البداية فلا يمكن القول إن أحدهما قد قرأ طريقة الآخر، حتى وإن كان ممرن الاتحاد دياز قد قضى عاماً كاملاً بحلوه ومره وتقلباته وإنجازاته وإخفاقاته مع الهلال.
ينتظر الاتحاديون الكثير من دياز وهو يلاقي فريقه السابق، ويأملون أن يكون قادراً على رد اعتباره من الفريق الذي سرحه الموسم الماضي، ثم أكمل مشواره حتى فاز في اللقب، الهلاليون يرون أن إدارة ناديهم السابقة قد نجحت في إبعاد دياز بدلالة أن الفريق صحح أوضاعه مع المدرب البديل المؤقت، ودياز يريد أن يرد على تلك الأقوال بالأفعال، ولن يجد أفضل من لقاء لندن كفرصة مبكرة جداً لفرض كبرياءه وكسب المزيد من الأصوات الاتحادية لصالحه.
وفي الجانب الآخر ينتظر الهلاليون الكثير من مدرب فريقهم خيسوس، وهم يؤمنون أن المدرب - الذي جاء بعد ماراثون طويل من المفاوضات شهدت حالات مد وجزر أبعدته مرات وقربته أخرى حتى وقع العقد في النهاية - لديه الكثير، وأن تاريخه المثقل وخبراته ستنفع فريقهم في التأكيد، ولو نجح المدرب في تجاوز الاتحاد نحو لقب السوبر فسيكون قد دشن علاقة وثيقة مع مدرج لا يعترف إلا بالألقاب ولا يرضى بغير الأولويات.
داخل الملعب ستكون هناك تحديات مختلفة، نجوم تريد أن تثبت وجودها، وأسماء تريد أن تؤكد حضورها، ولاعبون يريدون التمسك بمواقعهم، من ناحيتي أرى أن الانسجام لن يكون كما يجب على المعشب الأخضر، خاصة وأن هناك أسماء تلعب للمرة الأولى، غير أن خبرة النجوم قد تكون قادرة على تجاوز هذه المعضلة وتقديم مباراة عامرة بالمتعة تكون فاتحة قوية لموسم جديد.
لندن.. عاصمة الضباب تحتضن السوبر السعودي للمرة الثالثة على التوالي، وفي كل المرات كان الهلال حاضراً، في تأصيل عملي للقول المشهور (الهلال ثابت والبقية متحركون) فاز الفتح بلقب والشباب، ثم الهلال فالأهلي، والفرصة مواتية للهلال لتحقيق رقم قياسي، والاتحاد لقيد اسمه في سجل الفائزين.. المباراة صعبة كما أسلفت، والأمل أن يقدم الفريقان كرة مثالية تسر الناظرين.