سمر المقرن
من المهم أن نؤمن بأننا نعيش في هذا المجتمع في حالة سِلم ولسنا في حالة حرب، وأن أي قرار يصدر كان مرفوضاً من فئة (ما) لأي مبرر لا يعني أن صدور القرار هو انتصار على هذه الفئة لأننا لسنا في حرب معهم. أقول هذا وأنا أتابع مجريات بعض الأحداث بعد مرور أكثر من شهر على قيادة المرأة للسيارة، وما شاهدت من فيديوهات وقصص انتشرت وهي قليلة ولله الحمد لكن مهم جداً قراءاتها ونقدها وتلافي هذه الأخطاء، فحكاية الفتاة التي أضرم شباب مجرم النار في سيارتها كما تقول شقيقة الجاني أنها بادرت في استفزازه، وهذا تصرف مرفوض وهو لا يبرر فعلته الشنيعة والجنوح إلى الجريمة، لكن يظل هناك أمر يحتاج إلى قراءة واعية في أن قيادة المرأة للسيارة أو غيرها من القرارات هي خرجت لصالح المجتمع بكل فئاته، وهي ليست انتصاراً لأحد، لأنني كما أسلفت لسنا في حالة حرب. ومشهد آخر لإحدى المشهورات السنابيات وهي تمر من جانب رجل ملتحٍ تظهر عليه علامات التدين وتقوم بسلوكيات تهدف منها إغاظته وهي تقود سيارتها، وهذا تصرّف مرفوض وغير أخلاقي، بل إن هذه النوعية من النساء من المهم أن يخضعن للاستجواب والعقوبة حتى وإن كانت ضحية جريمة فهي أيضاً أقدمت على تصرف يستحق المحاسبة!
للأسف أن هناك من يسيء بقصد أو من غير قصد للتغييرات الاجتماعية التي كانت بمثابة حلم، والإساءة بالنهاية لا تعود على الشخص بعينه بل على المجتمع برمّته، وقد تحدث معي غربيون وعرب مستنكرين هذه السلوكيات التي للأسف يراها الآخرون بمنظار التعميم على المجتمع، وأنا عندما أتحدث لهم أو لغيرهم دائماً أفضل أن أتحدث عن نفسي وعن تجربتي، فمنذ اليوم الأول للسماح للمرأة بقيادة السيارة وأنا أقود سيارتي ولم أرَ سوى التقدير والاحترام بل والفرحة بمشهد قيادة المرأة للسيارة كل يوم يتكرر معي.
من المهم أن نتجاوز الحروب المفتعلة، التي نجح في إشعالها تيار الإخوان والصحوة في مجتمعنا، واليوم بعد أن اندثرت نارهم التي أشعلوها في العقل المجتمعي تحت رماد الوعي، فلا بد أن يكون الوعي مضاعفاً في أن لا نحقق أجندتهم المشوهة، وأن نتعاطى مع كل التغييرات بفرحة وتقدير واحترام، فمن يحترم الآخرين بلا شك سيحترمونه!