هذا العالم لا يكترث لشخصك الآخر المدفون في صدرك لا يكترث لمدى شحوب وجهك وانكسار رئتيك أنت فقط من يشعر بذاتك أنت من يتحسس تجاعيد قلبك ويرى مدى شيخوخته أنت الوحيد القادر على لمس يدك اليمنى حين تغرق اليسرى أنت الشاهد على قوة وصلابة بنيتك القلبية أمام الحياة وضعفها وهشاشتها عندما تتحسس فراشك وتعود لحجم جنين مستعينا بغطائك أنت الذي يحمل العالم كله داخل صدره ولازال يبتسم أنت المثال الأسمى والأقوى للصلابة أنت الذي يحمل المحيط في عينيه، انت الوحيد القادر على افتعال قصة مضحكة جدا تعود جذورها لقصة حزينة جداً جداً تحمل غروب الشمس وإشراقها في قلبك قبل وقتها الفعلي بساعات, لتجبر عقلك أنه يوم جديد سيمحي بؤس الأمس، أنت الذي تودع ماضيك وتفشل دوما, فتأخذ منه درعا يحميك لتجد نفسك تفتح له مساحة للعيش في صدرك باحترام لا يؤذيك كثيراً، أنت الذي يواجه الحياة كل يوم بصدر رحب رغم أنك تحمل الكثير من الرواسب لكنك دوما تنجح في تخطي شيء ما، كأن تتخطى سماع أغنية تجبر أنهار النيل في عينك أن تسقي زهور وسادتك وهذا انجاز عظيم بحق ذاتك, فأنت تردعها للمرة الأولى عن البكاء لأسباب ماضية وهذا يجعلها أكثر قوة وصلابة؛ لأن العالم لا يكترث يا صديقي كن أنت الكتف الأول لنفسك لكي تشهد على نمو كتفك الآخر فتشعر باتزان يهدم صراع الحياة ويحافظ على طهر مبسمك وقلبك من الملوثات الخارجية.