ليس لي عنْكِ مَوردٌ أو سَبيلُ
أين ما مِلْتِ فالفُؤادُ يميلُ
أنْتِ نَبْضُ الهَوَى وسِرُّ التَّصَبِّي
واحْتِضانُ الحبيبِ والتّقْبيلُ
يا مَغاني ( وَجّ ) الحبيبة حسْبي
أنّ شَوْقي إليكِ شَوْقٌ أصيلُ
لكِ تَهْفو القُلوبُ وُدّاً وحُبّاً
ويَلَذُّ التَّعْليلُ والتَّنْويلُ
وانْبَرَى الشِّعْرُ في رِحابِكِ يَشْدو
واسْتفاضَ الإبْداعُ والتَّخْييلُ
وتَهامَتْ مِنْ جَوِّكِ العَذْبِ أنْداءٌ
وأَرْوتْ حدائقٌ وحُقولُ
وعلَى الرَّوْضِ في شِهارَ وقَرْوَى
تاجُ زَهْرٍ في هامِهِ إكْليلُ
تَتداعَى الأنْغامُ فيها حُداءً
ويُثيرُ الأشْجانَ بَوْحٌ جميلُ
نحْنُ في حَضْرةِ الجَمالِ وُقوفٌ
وعليْنا مِن الإلهِ قَبولُ
نَمْتَحُ الوِرْدَ مِنْ ثُغورِ العَذارَى
في لَماها تَكَثَّفَ السَّلْسبيلُ
ونُغَنِّي: يا دارةَ الوَرْدِ سِيري
في رُقِيٍّ تَسْتَرُّ مِنْهُ العُقولُ
ساقَهُ (خالدٌ) إليكِ لِيبْقَى
لَكِ في المُنْجزاتِ شأْنٌ جليلُ
وعلَى فَجْرِكِ الضَّحوكِ تجَلَّتْ
باسِقاتٌ والظِّلُّ فيكِ ظليلُ
وكُرومٌ ثِمارُها يانِعاتٌ
ونسيمٌ مُعطَّرٌ وخميلُ
يا أبا بَنْدرٍ حَلَلْتَ بِدارٍ
يَحْتفي فيكَ زهْرُها والنّخيلُ
دارةُ الوَرْدِ عانَقَتْكَ بِشَوْقٍ
ولها في فُؤادِكَ التّفْضيلُ
وتَغَنَّتْ فيكَ البلابِلُ شَدْواً
وهَفا نحْوَكَ النّسيمُ العليلُ
يا أبا بَنْدرٍ وذكْراكَ غَرْسٌ
في قُلوبٍ مَكْنونُها التّبْجيلُ
صُغْتَ من أعْذبِ القصيدِ لُحوناً
ردّدتْها الأجْيالُ جيلٌ فجيلُ
ومع الفِكْرِ سِرْتَ فيهِ حَثيثاً
في يديكَ المِشْكاةُ والقِنْديلُ
أيُّها العاشِقُ الكبيرُ لِوَجٍّ
بُحْ ورتِّلْ كَيْ يَعْذُبَ التّرْتيلُ
** **
- عبدالقادر كمال