حميد بن عوض العنزي
توجه مؤسسة النقد إلى تعديل وضبط القروض الاستهلاكية توجه صحيح فقد بلغ هذا النوع من القروض نسباً عالية تجاوزت 352 مليار ريال، وهو مبلغ ضخم أن ينفق على أمور ليست من الأساسيات كالسكن مثلا، إضافة إلى ما تشكله من ضغوطات على التزامات الأسرة وتراكم في المديونيات التي قد يجد الأب نفسه غير قادر على الوفاء بها وبالتالي تدخل الأسرة في دوامه طويلة من المشاكل التي تؤثر على كل أفرادها كما أن قروض الاستهلاك تحرم الاسرة من قروض لمتطلبات أساسية فيما بعد.
الأمر لا يجب أن يكون فقط بفرض الضوابط إنما هناك دور مهم على الأسرة فتغيير ثقافة وسلوك الاستهلاك أمر ليس سهلا خصوصا في المجتمعات التي عاشت عقود من الرخاء وافتقدت ثقافة التوفير والادخار ولعبت العادات والتقاليد والمحاكاة في المظاهر دورا مؤثرا في توجيه سلوكياته الإنفاقية مما جعلها اقرب إلى الفوضوية بافتقادها لترتيب الأولويات فتجد اقتناء هاتف ذكي اهم من توفير رسوم التعليم مثلا، وقس على ذلك العديد من المظاهر على كل المستويات التي غالبا لا تمثل أولوية حقيقية في المتطلبات الضرورية للأسرة، لكنها تشكل ضغوطا على رب الأسرة رغم انها قد تكون من الكماليات وليست من الأساسيات.
الوعي في الإنفاق ثقافة لا يمكن أن يفرضها الأب وحده فلا بد من أم وأسرة تعي أهمية تصويب الإنفاق والمصروفات بما يتناسب ومداخيل الأسرة، وهذا الوعي يتطلب مشاركة الأسرة وتحفيز كل فرد فيها ليعمل بوعي لمستقبل تعليمي ومعيشي مناسب، وكذلك نحتاج الى ان تلعب مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات التعليم والإعلام دورا في الجوانب التوعوية وتوجيه التوعية إلى الشباب ليكون لهم دور إيجابي في أسرهم تجاه تنظيم الإنفاق والادخار.