د. خيرية السقاف
أراهم
كفرط الرمان
تطحنه الضروس
فيروي بحلاه!!..
هم الجنود، والمتطوعون، والساهرون، والباذلون، واليقظون..
في المسجد الحرام، وفي مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام..
عند المداخل، والمخارج، وبين الحشود..
متى يرون فيركضون، ومتى يسمعون فيجيبون، ومتى ينادَوْن يلبُّون..
يقيلون عثرة حاج واهن، يسقون عطِشا يلهث، ويُلبِسون حافيًا يكتوي،
ويُظللون محترقًا بصهد الشمس..
يرشون ماء الورد، وبرد زمزم..
ومظلات تستروح الأجساد المنهكة تحت محضنها..
سواعدهم عُصِّي يتوكأ عليها العاجز..
وكتوفهم منابر يعتليها الواهن..
وظهورهم محامل لمن تتأخر به قدماه..
في مسجد بيت الله الحرام، وفي مسجد رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام
هؤلاء صوت الوطن، وحبَّة قلبه، وصورته الماثلة، وحقيقته الناطقة،
وجماله الباهر، ومكنونه الآمن، وصدقه الوطيد، وعطاؤه الوثير..
حيث تتلفت في أي بقعة من مساحة، ونزُلٍ من مكان هم فرط الرمان بحلاه..
لا يعبأون بطحن الجهد، ولا رحى المناسبة
يدرُّون، ويروون..
وفقهم الله..
ألتقيكم قرائي الأعزاء بعد إجازة عيد الأضحى بمشيئة الله وأنتم في أعياد الوطن، يحتفي بمن جاء وحج، وغادر ونجا،
ولكم أتمنى الأيام أعيادًا في هذا الوطن الغالي.