«الجزيرة» - وحدة الأبحاث والتقارير الاقتصادية:
لا يزال سوق الحج في صعود مستمر من عام لآخر؛ إذ تستقبل المملكة ضيوف الرحمن بأعداد متزايدة تلبية للطلب المتزايد من الراغبين في أداء فرضية الحج بكل بقاع العالم الإسلامي. وقد حبا الله المملكة بوجود البيت الحرام، واشتياق مئات الملايين سنويًّا للحج والعمرة.
وسوق الحج والعمرة ليس سوقًا شعائرية أو دينية فقط، ولكنه يمثل سوقًا اقتصادية هائلة الضخامة، تحدث خلال فترة زمنية ضيقة، ويرتفع فيها الطلب على الهدايا والأضاحي اللتين تمثلان السمتَيْن المميزتَيْن لكل حاج.
9.5 مليون حاج ومعتمر
ومن المتوقع أن يصل عدد الحجاج هذا العام إلى نحو 1.8 مليون حاج؛ إذ إن عدد الذين أشارت التقارير الرسمية بوصولهم من الخارج حتى كتابة هذا التقرير قد وصل إلى 1.4 مليون حاج من الخارج. وبناء على إحصاءات العام السابق فمن المتوقع أن يصل عدد حجاج الخارج إلى 1.8 مليون حاج، في مقابل توقعات بوصول عدد حجاج الداخل إلى نحو 1.6 إلى 1.7 مليون حاج؛ وعليه فلدينا نحو 2.4 إلى 2.5 مليون حاج. وإذا أخذنا في اعتبارنا عدد معتمرين المعادل للعدد في العام الماضي سيكون لدينا نحو 9.5 مليون حاج ومعتمر.
إنه سوق اقتصادية هائلة وغير مسبوقة أن يوجد هذا الكم من الطالبين لخدمات ومنتجات معينة خلال فترة زمنية صغيرة. فلو افترضنا أن كل حاج ومعتمر قد خصص نحو 3000 ريال للإنفاق على الهدايا، وهي معروفة بمنتجات معينة، تمثل لهم قيمة دينية وتذكير بفترة أداء الشعائر، سيكون لدينا سوق بقيمة طلب تمثل 29 مليار ريال هدايا فقط.
سوق الأضاحي ما بين الصكوك والأضاحي الحية
أما ثاني كبرى الأسواق داخل الحج تحديدًا فهي سوق الأضاحي؛ إذ يطلب العدد الأكبر من حجاج الخارج والداخل أضحية. ومن المتوقع أن يصل عدد الأضاحي هذا العام إلى نحو مليونَي أضحية، إلا أن هذه السوق انقسمت على نفسها إلى سوقين، سوق الأضاحي الحقيقية، وهي السوق التي يُطلب فيها أضحية، ويقوم الشاري بشرائها والنظر إليها أثناء ذبحها أمامه. وسوق أخرى هي سوق صكوك الأضاحي أو الأضاحي الإلكترونية، وهذه السوق بدأت تنتشر بقوة خلال العامين الأخيرين، وربما تكون هي السوق الأعلى نسبيًّا؛ لأن كثيرًا من الحجاج أو حتى المضحين من منازلهم يفضلون الأضاحي الإلكترونية؛ لأنهم يرون فيها أفضلية للوصول إلى الفقراء المستحقين.
والأضاحي أيضًا تنقسم إلى سوقين بالمملكة من حيث الشعيرة: أضاحي الحجاج، وأضاحي المقيمين. ولو افترضنا أن نسبة 50 % من الحجاج يقومون بطلب الأضحية سيكون لدينا نحو 1.25 مليون أضحية. أما أضاحي المقيمين فهي للأفراد السعوديين والأجانب الذين يرغبون في أداء شعيرة الأضحية من بيوتهم بلا حج، وعددها بأي حال من الأحوال لا يقل عن 1.5 مليون أضحية على أقل تقدير.
أي يكون لدينا سوق للأضاحي بإجمالي يقدر بنحو 2.75 مليون أضحية، سنفترض أنها تمثل نحو 2.75 مليون رأس، غالبًا تكون رؤوس أغنام أو ماعز.
ومن المتوقع أن يقدر سعر أضحية الحج بصك يبلغ 450 ريالاً، في مقابل قيمة تصل في المتوسط إلى 900 إلى 1000 ريال للأضحية من الغنم الحي.
وعليه فإن قيمة صكوك الأضاحي لو افترضنا أنها تمثل 50 % من السوق ستصل إلى نحو 630 مليون ريال. وفي المقابل، من المتوقع أن تصل سوق الأضاحي الحية إلى نحو 1.4 مليار ريال. أي أن سوق الأضاحي هذا العام تُقدر بنحو مليارَيْ ريال.