الموقف الإنساني الإسلامي النبيل لرجل الأمن المبارك الذي لا نعرف اسمه، لكننا رأينا بعض فضله؛ حين خلع نعله نهارًا ليلبسها امرأة عجوزاً في موسم الحج، ربما أنه لن يراها ولا يعرف من أي البلاد هي! لكنها أخلاق الإسلام، وتربية أبناء هذا البلد المبارك الذين يتشرفون -رعاهم الله- كما يتشرف وليّ أمرهم -حفظه الله- بخدمة الحرمين الشريفين، ومن وحي هذا الموقف جاءت هذه الأبيات:
اخلعْ حذاءكَ رحمةً ومنارا
اخلعْ وقدّمْ للحجيجِ وَقَارا
اخلعْ وسِرْ وسطَ الظهيرةِ حافيًا
مُستشعرًا كونَ النفوسِ كِبارا
سِرْ حافيَ القدمينِ يا أنموذجًا
وأضيءْ بِجُودِكَ للقِرَى أنوارا
اخلعْ وأتحِفْ للعجوزِ هديةً
ترجو الجِنانَ وتستجيرُ النّارا
اخلعْ وأعلنْ للضيوفِ بأنّنا
خدمُ لَكُمْ إذ تقصدونَ الدّارا
نَحْنُ الشعارُ لكمْ ونحنُ دِثارُكمْ
أهلا بِمَنْ قد فارقَ الأمْصارا
لا تَحْسَبوني نافًلا في جُندِنا
أو تَحْسَبوا أنّي ابتدَرْتُ بِدارا
أنا واحدٌ مِن جندِ دولتِنا التي
أنٌى اتجهتَ ستبصرُ الأقمارا
أنا منهمُ إذ قد رَعَوا ما أُمِّنوا
إذ شُرِّفوا أنْ يَخدِموا مَنْ زارا
أنا مسلمٌ، اللهُ شرّفني بِذا
أرنو الجِنانَ وأعشقُ الأنهارا
ومُواطنٌ، والسمعُ نهجُ حياتِه
أدّى اليمينَ وصاحبَ الأبرارا
اللهُ ثمَّ مليكُنا ووليُّه
نَفديهمُ نَسترخصُ الأعمارا
نحنُ الفِدا نحنُ الأشاوسُ في الوَغى
رغْمَ العِدا لا نستسيغُ العَارا
لكَّننا نُعطي الضيوفَ حقوقَهم
ونزيدُ فَوْقَ حقوقِهم مِقدارا
نَحْفَى وإنْ رَمَضَتْ بِنَا بطحاؤنا
أو أَلهبتْ فِينا الشُّموسُ نَهَارا
الضيفُ ضيفُ اللهِ حلّ فؤادَنا
أخلاقُنا قدْ أَمطرتْ إمْطارا
** **
د. إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل - أستاذ البلاغة والنقد - جامعة الإمام - الرياض
DrIbrahimG @