فهد بن جليد
هي المرة الأولى التي يتم فيها السماح للشباب السعودي العاملين على عربات «الفود تراك»، من مُمارسة نشاطهم في مشعر عرفات غداً، الفكرة تخدم كثيراً تقديم مُنتجات خاصة، وجبات «سناك»، وغيرها من الأطعمة للحجاج الراغبين تناول هذا النوع من الغذاء «كالبرغر، الكوفي، البطاطا المشوية .. إلخ»، كما هو معلوم في مشعر «عرفات»، نادراً ما يدفع الحاج مُقابل أي وجبة أو مشروب يريد تناوله، فناهيك عن تكفل «حملات الحج» بتأمين الوجبات لحجاجها أصلاً، تنتشر على جنبات الطرق وفي الساحات ثلاجات توزيع ملايين الوجبات المجانية والعصائر والماء، وهو ما يؤكد أن مثل هذه المشاريع لن يكون هدفها التكسب من عموم الحجاج، بقدر ما هي فرصة لتقديم خدمة نوعية للحاج الراغب -ربما داخل بعض المُخيمات - أو تقديمها وجبات «سبيل للحجاج» في خارج المخيمات، أسوة بالمُتبع مُنذ سنين مع الثلاجات والبرادات التي يُقدمها المحسنون ابتغاء الأجر والمثوبة من الله.
بكل تأكيد الطرح السابق، لا يُلغي الحق الكامل للشباب السعودي العامل في هذه العربات للاستفادة من أهم موسم وتجمع سنوي، بتقديم «خدمة نوعية» يتعاقب عليها الشباب على مدار الساعة، وتحقيق أرباح تساعد في تصحيح وضع هذه المشاريع بقية السنة، قصة الشباب السعودي والحج، ليست جديدة، فهناك من رجال الأعمال الناجحين اليوم، من كانت بداياتهم مع خدمة الحجيج، بتفانٍ وصدق وإخلاص، ليكون الموسم بالنسبة لهم «نقطة تحول» في حياتهم المهنية والعملية.
شكراً لمن سمح لأصحاب عربات «الفود تراك» بالعمل في هذا الموسم، خطوة موفقة ومطلب مُهم سابق للشباب، أرجو أن يتم تقيِّيمه وتطويره في المواسم المقبلة، ففي ظني أنَّه سيقلب موازين المُعادلة لهذا النشاط كلياً، وسيمنحه «دفعة قوية» لدخول العديد من أصحاب رؤوس الأموال، لتمويل مشاريع شباب «الفود تراك»، وتأهيلهم لمُمَّارسة العمل بشكل احترافي في أكبر تجمع بشري من نوعه، كمشروع «مربح ومفيد» يجمع فيه شبابنا بين «الأجر والأجرة».
وعلى دروب الخير نلتقي.