«الجزيرة» - عبدالله الهاجري:
تكشفت أمس معلومات جديدة حول عمليات تجنيد ميليشيات الحوثي الإرهابية للأطفال في اليمن والزج بهم في أتون الحرب، ووجهت منظمة سلام بلا حدود صرخة جديدة للمجتمع الدولي تطالب فيه بإنقاذ أطفال اليمن بشكل عاجل من انتهاكات الحوثي، وحثهم على التحرك لإيقافها، فيما كشفت الحكومة اليمنية عن أرقام مخيفة لتجنيد ميليشيات الحوثيين لأطفال يمنيين، للزجّ بهم في المعارك التي يخوضونها، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية الخاصة بحقوق الطفل وتفاقم أعداد المجندين بشكل غير مسبوق.
وأضافت منظمة سلام بلا حدود أن الحوثيين يجندون النساء، إلى جانب ارتفاع أعداد الأطفال ممن يجبرون على حمل السلاح، ويقدر عددهم باربعين ألف طفل، وأحياناً تكون أعمارهم أقل من السنة السابعة، وقد وجهنا هذه الحملة بتركيز كبير خاصة بعد تصاعد العمليات العسكرية في الفترة الأخيرة فالحوثيون يستغلون الأطفال باتجاهين أولا تعويض نقص الجنود لديهم، وثانيا استغلالهم إعلامياً.
وقالت الخبيرة الدولية في الأمم المتحدة د.أستريد ستوكيلبيرغرعن تجنيد الأطفال في اليمن والمخاطر «إن 40 في المائة من الأطفال المجندين في اليمن من الفتيات لا يعرفون أنهم ذاهبون إلى القتال».
وكانت «الجزيرة» قد قامت منتصف الأسبوع الماضي بزيارة مركز الملك سلمان للأغاثة والأعمال الإنسانية الذي يضم مركز إعادة للأطفال المجندين والمتأثرين ونشرنا عن ذلك في عدد الجمعة تلك الجولة ولقاء مع عدد من الأطفال المجندين، إلى جانب الكشف عن طرق الحوثي في تجنيدهم وأرقام دولية من الحكومة اليمنية ومنظمات دولية عن تجنيد الأطفال في اليمن ووضع ميليشيا الحوثي الأطفال في الصفوف الأمامية من الحرب.
ومن جانب آخر أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ابتهاج الكمال، إن الحوثيين قاموا بتجنيد ما يزيد على 23 ألف طفل، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل، منهم ألفان و500 طفل منذ بداية العام الحالي 2018.
وأضافت: «إن استمرار مليشيا الحوثي بتجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك، واختطافهم من المدارس والضغط على الأسر وأولياء الأمور لإرسالهم إلى المعارك تمثل جرائم حرب، ومخالفة لكل القوانين الدولية الخاصة بالطفل».
ويأتي لجوء الميليشيات الانقلابية إلى استخدام الأطفال في ساحات القتال إلى تراجع ونقص أعداد المجندين لديها، وذلك بعد مقتل أعداد كبيرة منهم، وامتناع كثيرين عن المشاركة في الحرب العبثية التي يخوضونها بالنيابة عن إيران.
وكان البرلمان العربي قد عبر عن استنكاره لارتفاع وتيرة تجنيد جماعة الحوثي الانقلابية المدعومة من النظام الإيراني للأطفال في اليمن، وتدريبهم على استخدام كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وتوزيعهم على خطوط التماس في الجبهات للمشاركة المباشرة في العمليات القتالية واستخدامهم كوقود للحرب العبثية».
وتابع «قيام ميليشيا الحوثي بخطف الأطفال من المدارس والزج بهم للحرب على جبهات القتال يمثل جريمة ضد الأطفال حيث حرمتهم من حقهم في التعليم، وعرضتهم لأسوأ أشكال عمل الأطفال التي اعتمدتها منظمة العمل الدولية عام 1999»، وأشار البرلمان العربي، إلى توثيق الأمم المتحدة في مطلع عام 2018، تجنيد ما يقارب 2500 حالة من المجندين الأطفال وأن 67 في المائة منهم ضمن صفوف ميليشيا الحوثي يقومون بأدوار قتالية نشطة وتسيير الإشراف على نقاط التفتيش التابعة لها.