أ.د.عثمان بن صالح العامر
هذه الحلقة ما قبل الأخيرة في السلسلة الخماسية التي أكتبها على أثر البيان الصادر من وزارة الخارجية السعودية يوم الأحد 23 من ذي القعدة/ 1439هـ وما تبعه من إجراءات رسمية صارمة، رداً على ما صدر عن وزيرة الخارجية الكندية والسفارة الكندية في المملكة بشأن ما أسمتهم الحكومة الكندية (نشطاء المجتمع المدني).
لقد جاء في ثنايا البيان ما نصه: (ولتعلم كندا وغيرها من الدول أن المملكة أحرص على أبنائها من غيرها).
ليس هذا مجرد كلام للاستهلاك اللفظي والمماحكة الجدلية، أو الرد المنبت عن أدلته الواقعية التي يعرفها الكل، وأولهم كندا ولكنها الحقيقة التي كالشمس لا يمكن أن تحجبها الادعاءات الكاذبة والتصريحات السياسية المؤدلجة.
لقد راهن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين - حين وضع معالم رؤية المملكة 2030 أمام العالم أجمع - راهن على شباب وفتيات الوطن، ولَم يكن له ذلك لولا ثقته بالله ثم بهذا الجيل الصاعد أولاً، وعلمه اليقيني ثانياً أن هذه الدولة المباركة التي تنعم بالأمن والأمان وتتسم بالعزم والحزم يسَّرت لهم جميع سبل التميز، وفتحت أمامهم كل قنوات الإبداع وصولاً للعالمية، بل تجاوزها إلى عنان السماء، فهي الحد الذي اعتبره سمو ولي العهد منتهى سقف الطموح والإبداع أمام أبناء الوطن، ولا يمكن أن يوقف عزيمة وإرادة وإقدام جيل الشباب السعودي التواق لمعانقة المجد المنشود الذي يقوده الأمير محمد ويراهن عليه إلا مفارقة هذه الحياة بالموت الذي هو سنّة الله في خلقه، فهل بعد هذا منزع لكندا أو غيرها أن تدعي زوراً وبهتاناً أنها هي من ستنبري للدفاع عن حق أبناء الوطن الذين نعتتهم بنشطاء المجتمع المدني!
إن المملكة العربية السعودية هي الدولة الأولى في العالم التي لها طلاب وطالبات يدرسون في أعرق الجامعات العالمية وفِي جميع التخصصات وعلى حساب الدولة التي تتكفّل بمصاريف الدراسة والرعاية والسفر والترحال، أكثر من هذا يجد الشاب الجاد والفتاة الجادة فرصاً في الترقي في سلم الدرجات العلمية والوظائف الرسمية أياً كان موقعه ومقر إقامته في خارطة الوطن، إذ تنتشر الجامعات السعودية في جميع مناطق المملكة بشكل يدعو للفخر والاعتزاز، وهي جميعاً على قدم المساواة أمام مُتَّخِذ القرار. وما الحرب المعلنة على الإرهاب إلا حماية لشباب الوطن من الأفكار المنحرفة والسلوكيات المتطرفة، وما الخطط التصحيحية للقطاعات التنموية السعودية تجارية وصناعية وخدمية التي تجري هذه الأيام إلا حرص على مصلحة أبناء المملكة وبناتها، وتوفير وظائف تلبي احتياجاتهم المعيشية، وتقضي على فراغهم، وتقوّي الدافعية لديهم للعمل والإنجاز، وما...
لقد جاء هذا التأكيد لحرص المملكة على أبنائها في هذا البيان التاريخي حتى لا يأتي منبت يساومنا على هذا الأمر تحت أي ذريعة ولأي سبب وفِي أي مناسبة، فحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز هي أحرص من غيرها وقبل غيرها على مصلحة أبناء الوطن الذين يعدون ثروتنا الحقيقية وسلاحنا المضاء وعنواننا المتجدد في جميع المحافل العالمية والمناسبات الدولية، ولا أدل على ذلك من تلك الصورة الإيجابية التي أبدع في رسمها ونسج خيوطها أبناء الوطن وبناته خلال موسم حج هذا العام الذي نبارك لخادم الحرمين وولي العهد وسمو وزير الداخلية وسمو أمير منطقة مكة وأصحاب المعالي الوزراء وجميع العاملين والعاملات نجاحه المميز والمبهر هذا العام، وكل عام وأنتم بخير، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.