رجاء العتيبي
حاولت إيران طوال أربعة عقود أن تسيء للحج ولم تفلح، دفعت الأموال الطائلة وجندت كل ما يمكن تجنيده لتقول: إن السعودية غير قادرة في إدارة الحج، ولم تفلح، خططت وكادت وقتلت الناس الأبرياء في الحج لتلصق التهمة بالسعودية، ولم تفلح، أقامت المظاهرات ونشرت المخبرين والمخربين في كل أرجاء مكة، ولم تفلح.
هناك فرق بين من (يعمر) مساجد الله ركعًا سجودًا أو (يعمرها) من العمران تشيدًا وبناء كما تفعل السعودية, وبين من (يسعى) في خرابها كما تفعل إيران, لا يستوون بالطبع, لو عملنا تقريرًا بمحاولة الإفساد التي ارتكبتها إيران طوال هذه العقود لرأينا أشرارًا لا يستحقون أن يعيشوا على ظهر الأرض, ساسة شياطين لا يحللون ولا يحرمون ولا يعظمون شعائر الله، كل ما يريدونه أن يحتلوا الحرم وكفى ليبقى الولي (السفيه) صنمًا يُعبد بجوار الكعبة.
العالم كله يعرف ما تعمله السعودية تجاه الحرم المكي والحرم النبوي، حيث وصلت المشروعات التطويرية إلى أقصى مداها, وما زال التطوير مستمرًا, تعمله السعودية من واجبها تجاه الحرمين الشريفين راحة للحجاج والمعتمرين, وهما متاحان للكل في أي زمان ومن أي مكان.
ولكن الذي في نفسه مرض لا يعجبه الدور الكبير الذي تعمله السعودية تجاه حجاج بيت الله, فتجده يتخذ دور المناوئ والعدو والخصم (حسدًا من عند أنفسهم), ولم تتوقف محاولات العدوان والظلم, ولكنها ما إن تقترب من بيت الله إلا وتجد جنودًا أشاوس يحمون البيت بأرواحهم يبتغون فضلاً من الله ويرجون رحمته, وتجد ملكًا عدلاً يخدم الحرمين الشريفين بكل ما يملك.
أما فكرة تدويل الحرمين الشريفين فهي إحدى (نكات) نظام الحمدين, الذي دعاهم الفجور في الخصومة هم وأعوانهم أن يقولوا بذلك, وأن يزوروا اللقاءات والندوات والمحاضرات ليبثوا فكرتهم على نطاق أوسع, لم تعد إيران من يفعل ذلك وإنما جزيرة قطر حكومة وقناة.
المحاولة باءت بالفشل ولم تلق أي ترحيب من الدول الإسلامية والعالم لأنهم يعرفون أنها ليست سوى (سياسة كيدية) نتيجة المقاطعة التي خنقت الإرهاب في عقر داره, وبات مشلولاً لا يقدر على شيء.
ما دمنا نحمي بيت الله, في حين غيرنا يريد فيه إلحادًا وظلمًا وفسادًا, هنا نعرف يقينًا أننا مع الحق ومع إرادة الله ومع شعيرته التي نعظمها ونقدرها حق قدرها, أما الآخر الذي يسعى في خرابها يعذبه الله بأيدينا ويخزه وينصرنا عليه.