إبراهيم عبدالله العمار
ماذا تفعل لو شعرت بالصداع الآن؟
الكثير من الناس فإنه سيأخذ مسكّناً للألم، والمسكنات المشهورة تثبط إفراز نوع من الأنزيمات يسبب الألم، وهذا يزيل الصداع وغيره من الآلام. لكن الشيء المفاجئ الذي وجده العلم أن المسكّن لا يؤثِّر فقط على الآلام العضوية، بل حتى النفسية، وتحديداً الرفض الاجتماعي، كأن يشعر الشخص أنه غير مرغوب فيه إذا ما حاول التعرّف على أحد أو إذا رفضته امرأة. شعور الرفض شديد الألم على نفس أي إنسان، والذي وجدته الباحثة نعومي آيزنبيرغر أن إشارات المخ أثناء الشعور بالألم الاجتماعي تماثل ما يحصل في المخ أثناء تعامله مع الألم العضوي كألم البطن أو الرأس، ولاحَظوا أن نفس المنطقة في المخ هي التي تتعامل مع كليهما. نفس الفريق العلمي أيضاً قال إن أصحاب الحساسية الأعلى للألم الحسي هم أيضاً أشد تأثراً بالألم النفسي، والذي وجده العلماء أن من تناولوا الباراسيتامول لثلاثة أسابيع شعروا بألم نفسي أقل لما قوبلوا بالرفض الاجتماعي، عكس الذين لم يتناولوه.
طبعاً لا يوصون بتناوله لهذا السبب، فالذي يشير بتناول أي دواء هو الطبيب المختص فقط، ولكن السبب الحقيقي هو أنه حتى أدوية تبدو بريئة كهذه في الحقيقة شديدة الضرر إذا أُكثِرَ منها، حتى إن الفشل الكبدي الحاد في الدول الغربية سببه الأول هو الإفراط في تناول المسكنات، وهذه المسكنات البريئة المظهر هي القاتل الأول في الفشل الكبدي الحاد في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وغيرهن.
شيء مخيف. وهذه مصيبة إذا عرفنا أن الكثير من أطفالنا تعودوا على تناول المسكنات بِحُرّية متى ما أصابهم الألم، فاحفظوا صغاركم من هذه الأدوية المنتشرة في كل مكان لئلا تتدمر أكبادهم.