قال النبي محمد صلى الله عليه و سلم: «بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً».
فُرض الحج في السنة التاسعة من الهجرة، وهو واجب مرة واحدة في العمر على كل مسلم بالغ قادر. شروط الحج خمسة، أولها الإسلام، وثانيها العقل؛ فلا حج لمجنون، وثالثها البلوغ، ورابعها الحرية، وخامسها الاستطاعة.
الفرق بين المناسك و النُسُك أن مناسك جمع منسك (بفتح النون أو كسرها)، وكلتا الكلمتين بمعنى عبادات لله أو مذابح.
قوله سبحانه: {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ} سورة البقرة (200) فُسر هنا بمعنى أعمال الحج، وعباداته.. قال الرازي: «أي: إذا قضيتم عباداتكم التي أمرتم بها في الحج».
نُسُك الحج هي أولاً حج التمتع، وثانياً حج القران، وثالثاً حج الإفراد.
أما مناسك الحج فأولاً الإحرام من المواقيت، ثم التوجه لمكة لأداء طواف القدوم، ثم إلى منى لقضاء يوم التروية، وسمي يوم التروية بهذا الاسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة، ويخرجون به إلى منى حيث كان معدوماً في تلك الأيام؛ ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج. وفي رواية أخرى لأن الله أرى إبراهيم المناسك في ذلك اليوم.
ثم التوجه إلى عرفة لقضاء يوم عرفة. أبو البشر آدم التقى مع حواء، وتعارفا بعد خروجهما من الجنة في هذا المكان؛ ولهذا سمي بعرفة. وفي رواية ثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: «أعرفت أعرفت؟» فيقول إبراهيم: «عرفت عرفت»؛ ولهذا سمي بهذا الاسم. الوقوف على صعيد عرفة من أهم أركان الحج لقول الرسول صلى الله عليه و سلم: «الحَجُّ عَرَفَةُ».
ثم رمي جمرة العقبة الكبرى، وذلك في اليوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم عيد الأضحى، ويسمى بيوم النحر أيضاً, ثم الرجوع لمكة لأداء طواف الإفاضة وسعي الحج.
ثم يعود الحاج لمنى لقضاء أيام التشريق، وهي الـ11 والـ12 والـ13، ثم يعود الحاج إلى مكة لأداء طواف الوداع.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ). لم يرفث: لم يجامع امرأته ولم يفحش في القول. لم يفسق: لم يأت بسيئة ولا معصية. من فعل ذلك رجع كما ولدته أمه: بغير ذنب.
وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.