د.عبدالعزيز الجار الله
جهود السعودية في الحرمين الشريفين قد لا يشاهدها العالم ويتعرف على حقيقتها لأننا جميعاً نقدم الإعلام للداخل، وننقل الحدث كما يكون دون أن ندخله في العملية الإعلامية المعقدة والمركبة، أي الصناعة والاحترافية، إنما يكتفى بنقل الحدث والتعليق والمقابلات مع الحجاج.
ليست هي مسؤولية وزارة الإعلام وحدها، كل الجهات مطالبة بإعداد مواد قبل بداية الحج وأثناء الحج وتقديمها للإعلام ليتم نشرها على المحطات التلفزيونية ووسائل الإعلام الحديثة، باستخدام برامج جديدة ومتداولة، ومقاطع فيديو وجرافيك، ومشاهد سريعة.
يتم صرف مالي عالٍ وميزانيات ضخمة على القنوات التلفزيونية، لكن الواقع يقول إن المادة التلفزيونية ليست هي الوسيلة الوحيدة التي قد تنقل للعالم الرسالة، هناك وسائل وأساليب إعلامية عدة للوصول إلى المتابع في كل بقاع العالم إذا كانت النية الانتشار والوصول إلى جميع الشرائح، أما الوقوف عند محطاتنا والاكتفاء بها وأيضاً السعي إلى توثيق المناسبة فهذا لا يخدم هدف الإعلام وإيصال صوتنا للعالم لنشر لإسلام، وإطلاعهم على جهود السعودية في تنظيم موسم الحج. نحن لا نعد مادة إعلامية ليشاهدها الداخل، أو لنقل الحدث كمناسبة إسلامية، إنما هو من الأعمال السياسية والاقتصادية والاستثمارية، والدفاع عن سمعة السعودية من هجوم تشنه جهات ودول ومنظمات معادية تحاربنا بكل الوسائل، لا بد من إعلام قوي يملك الصناعة والمهنية والجودة، فالمادة المقدمة هي نفسها التي كانت تقدم قبل عشرات السنين مع تغييرات قليلة وبدون تأثير، وحتى نحدث التغيير علينا الخروج من هذا النمط من الأعمال والتعاون مع مؤسسات إعلامية كبرى تنقلنا من العمل المحلي التي أعتقد أن المشاهد بالداخل لدية فكرة كاملة عن المجهود الكبير الذي قدم للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والمدينتين المقدستين، وهي الصورة الناقصة وغير الكاملة لمشاهدي العالم.