فهد بن جليد
الحجاج المُتعجِّلون يحزِّمون حقائبهم اليوم لمُغادرة المشاعر المُقدَّسة، إمَّا صوب بلدانهم بعد أن منَّ الله عليهم بأداء فريضة الحج هذا العام بكل يسر وسهولة، أو للتوجه للمدينة المنورة لزيارة مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، لينعموا بمزيد من الخدمات التي تقدّمها السعودية لهم، طوال مُدَّة إقامتهم في بلادنا، بفضل ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - لراحة وطمأنينة ضيوف الرحمن، بحزمة المشاريع الضخمة، والخدمات الواسعة والجليلة التي كان لها الأثر في نجاح هذا الموسم.
لحظات الوداع صعبة دائماً, وفراق المشاعر المُقدَّسة يصحبه في كل موسم دموع تنهمر, ومَشاهد تبقى عالقة في الذاكرة، فالفصل الأخير من هذه الرحلة مليء بالحكايا الإيمانية، والذكريات العطِّرة التي يحملها الحجاج معهم عن هذه البقاع الطاهرة، وعادة ما نشهد - اليوم وغداً - صوراً فريدة يُعبِّر بها حجاج بيت الله الحرام عن مدى تقديرهم وشكرهم للسعودية قيادةً وشعباً على كل ما يُبذل من أجل تطوير ورعاية الحرمين الشريفين والمشاعر المُقدَّسة، فنظرات الوداع وعبارات الشكر والثناء لرجال الأمن، صورة سنوية حاضرة بكل عفوية، تدل دلالة أكيدة على صدق المهمة وشرفها في كل موسم عندما يشعر ضيوف الرحمن بدور هؤلاء الرجال الصادقين في إنجاح الحج، فلا يمكن تصور العلاقة الخاصة بين حجاج بيت الله الحرام و مُقدِّمي الخدمات ومنظِّمي الحج، وعلى رأسهم رجال الأمن الذين يسهرون على راحتهم بكل حب وعطف، واستحقوا هذه الشهادة ووسام الشرف من الحجيج، جنباً إلى جنب مع شكر الأطباء والمُمارسين الصحيين، والمتطوّعين، ورجال الكشافة، وكل العاملين في الحج من مختلف القطاعات والجهات، الذين شكَّلوا بالفعل «أنموذجاً» للعمل الاحترافي والمهني والإنساني، لمسه ضيوف الرحمن بكل تقدير وثناء.
كل مُنصف سيُقدِّر للمملكة ما تقوم به من جهود - لا محدودة - لخدمة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر المُقدسة، بعد أن خصَّ الله هذه البلاد وقادتها بهذا الشرف العظيم، والحجاج في كل موسم هم خير سفراء لصدِّ كل الهجمات الكاذبة والزائفة والمُغرضة، فهم شهود الله في أرضه على كل ما يُبذل ويُقدَّم، بصدق وإخلاص لرعايتهم والعناية بهم، دون مِنَّة أو أذى.
وعلى دروب الخير نلتقي.