محمد المنيف
في مقدمة الأستاذ خالد المالك التي تشرف بها كتاب الزميلة سمر النصار ونتشرف بنشرها، تطرق أبو بشار إلى أهم ركيزة وقاعدة بناء معلمي التربية الفنية بعد أن كانت المادة ضمن مواد معاهد المعلمين فقد أشار الأستاذ خالد لمعهد التربية الفنية لهذا الصرح الذي أسس عام 1965م وأغلق عام 1990م، المعهد الوحيد على مستوى المملكة ويقع في الرياض يأتي اليه الطلبة من مختلف مناطق المملكة حيث خلق نوعا من الترابط الوطني بين طلابه وقرب المسافات بين العادات والتقاليد التي انطبعت على أعمالهم الفنية بتلاقح بمختلف الأنماط البيئية والاجتماعية، فقد تخرج منه مؤسسو ورواد الفن التشكيلي السعودي، وأكثر معلمي التربية الفنية تميزا في تلك الفترة التي كان يغطي الأشقاء العرب جزءا من تدريس المادة في المدارس.
لقد كان أبو بشار قريبا جدا من المعهد من جانبين: الأول وقوع صحيفة الجزيرة في شارع يقع عليه المعهد ضمن محيط معهد العاصمة النموذجي، والآخر انضمام أحد أشقائه الصديق والزميل عبدالكريم المالك للدراسة في المعهد.
أبو بشار بيّن في حديثه عن المعهد بادئاً بأسفه على إقفال المعهد وما كان سيكون عليه لو استمر مع تطوير مناهجه إضافة إلى استغرابه عدم افتتاح معهد مماثل للطالبات لتخريج معلمات التربية الفنية أسوة بالطلبة.
مع ما أشار إليه في المقدمة التي حولناها إلى مقال بثلاثة أجزاء يعد كل منها مشروع كتاب مستقل حيث ذكر أن معهد التربية الفنية كان يضم نخبة من الفنانين التشكيليين العرب خريجي الكليات والأكاديميات من دول عربية وفي مقدمتها العراق والسودان ومصر وفلسطين كان تاثيرهم كبير على مجموعة كبيرة من الدارسين في أساليب الرسم أو إقامة المعارض الشخصية التي كان بعضهم يقيمها في الرياض.
كما أضاف أبو بشار ما اكملته أقسام التربية الفنية في جامعاتنا من إعداد من معلمي التربية الفنية من الجنسين من أجيال متتابعة خرج منها نسبة لا بأس بها من الفنانين الشباب والبقية أدوا دورهم في تعليم التربية الفنية بما تلقوه من محاضرات نظرية وتجارب عملية نقلوها إلى تلامذتهم.