«الجزيرة» - عبدالله الهاجري:
منذ خمسين عاماً مضت وهو الركن الركين للثقافة في منطقة عسير، للصحافة والأدب، للفكر ونبوغ القلم، حتى بات رمزاً لها.
في شهر شوال من العام 1354 هـ، في قرية «سبل» بني مالك التي تبعد 15 كلم شمال شرق مدينة أبها، كان يوم ولادة الأديب محمد بن عبدالله الحميد، وفي يوم الثلاثاء الثالث من شهر ذي الحجة 1439هـ انتقل إلى رحمة الله، وبين هذا التاريخ، تاريخ مهم في ثقافة منطقة عسير، صنعها الراحل لنفسه وللمنطقة بكل اقتدار حتى أصبح رمزاً وركناً في التنمية الثقافية في عسير، واستطاع طيلة حياته أن يتنقل في مهام متعددة ومتنوعة كان خلالها وطنياً مخلصاً في كل مشاركاته وكتاباته وردوده ومقالاته ومداخلاته، وقلماً صادقاً نقياً غيوراً على الوطن والمنطقة.
على الرغم أن الحميّد عاش في واحد من أكبر بيوت العلم بعسير إلا أنه التحق بالمرحلة الابتدائية في أبها، وهو في الثامنة من عمره في العام 1362 هـ، وواصل المرحلتين المتوسطة والثانوية وتخرج العام 1372 هـ وحصل على المركز الأولى على مستوى الممكلة في ذلك الوقت.
وبعد أن تخرَّج من المرحلة الثانوية العام 1372 هـ عمل ملازماً بإمارة منطقة عسير وهو في الثامنة عشرة من عمرة، ثم عمل كاتباً ومترجماً للإنجليزية إلى العام 1374 هـ، حيث كان والده المغفور له الشيخ عبدالله الحميّد رئيساً للديوان في ذلك الوقت.
عمل الحميّد بعد ذلك مدرساً فمراقباً ثم وكيلاً ثم مدير مدرسة ثم عمل مفتشاً إدارياً مركزياً ومديراً للتفتيش الفني والإداري ثم عُين ثم مدير تعليم مساعد بعسير العام 1372 هـ - 1385 هـ .
وكذلك رئيساً لنادي أبها الرياضي لعام واحد 1384 هـ .
بعد ذلك انتقل للعمل مفتشاً إدارياً بصحة عسير، ثم مديراً للتفتيش الإداري والفني ومديراً للشؤون الإدارية 1385 - 1397 هـ.
عمل مستشاراً لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير، ومشرفاً على أعمال المجلس الإداري 1397 - 1412 هـ.
وعمل عضواً في مجلس الشورى في دورته الأولى 1314 هـ - 1417هـ.
وتم انتخابه رئيساً لنادي أبها الأدبي العام 1399 هـ من جمعية عمومية وبحضور لجنة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وقاد هذا النادي بحكمة الأديب وحنكة المفكر حتى وصل به إلى ما هو عليه الآن، وتجددت عضوية مجلس الإدارة برئاسته مراحل متعددة وبنسبة 80 % إلى أن قرر الترجل عن المسؤولية تاركاً النادي الذي أحبه وعشقه ونهض به وجعله من أفضل أندية المملكة بعد هذا العمر الذي بلغ حوالي 28 عاماً من العطاء المتواصل قرر الأستاذ محمد الحميّد الاستقالة 1427 هـ.
العضويات
الحميّد عضو في العديد من المؤسسات واللجان منها: عضو مؤسس وأمين سر نادي عسير الرياضي 1368 - 1372 هـ. عضو لجنة تحرير الرقيق بعسير بأمر من الملك فيصل 1384 هـ، عضو مؤسس لمؤسسة عسير للصحافة والنشر. عضو مؤسس لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر. عضو مؤسس لجنة التنشيط السياحي برئاسة أمير منطقة عسير 1400 - 1425 هـ. أمين عام جائزة أبها للثقافة منذ تأسيسها. عضو مؤسس للجنة الأهالي بعسير ونائب لرئيسها. عضو مؤسسة الفكر العربي. عضو رابطة الأدب الحديث. عضو رابطة الأدب الإسلامي. عضو لجنة جائزة الأمير خالد السديري. عضو مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري. عضو مؤسس مجلس قرية المفتاحة «مركز الملك فهد الثقافي بأبها» عضو مجلس منطقة عسير لدورتين 1422هـ.
الحميّد والإعلام
عمل الحميّد مراسلاً لصحيفة البلاد السعودية العام 1371هـ وبدأ الكتابة بالصحف والمجلات في مجالات القصة والنقد والموضوعات العامة منذ العام 1372 هـ وحتى وفاته.
وخاض الحميّد معارك صحفية نافح فيها ضد أعداء بلاده وحكامه البررة.
وشارك الحميّد في العديد من المحاضرات والمؤتمرات والندوات على مستوى محلي وعربي كما شارك في عدد من الندوات الإذاعية والتليفزيونية في أبها والرياض وجدة، وله العشرات من المقابلات الصحفية والإذاعية والتليفزيونية منذ كان مديراً مساعداً للتعليم.
تنمية عسير
شارك الحميّد في كثير من اللجان المحلية وخطيباً للمناسبات العامة ومن أبرزها زيارات الملوك للمنطقة،.
كما شارك في الوفود الأهلية لمقابلة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد ووزير الداخلية وعدد من الوزراء والمسؤولين في أمور تتعلّق بصالح المنطقة.
مؤلفاته
وكان للفقيد مؤلفات أدبية وثقافية وتاريخية واجتماعية منها مجموعة قصصية «شهادة للبيع»، والرد على افتراءات الصليبي عن تاريخ عسير، وأديب من عسير، وتصحيح كتاب إمتاع السامر وأساطيره عن عسير «بالاشتراك». له كذلك أكثر من عشرة مجلدات تضم أغلب ما نُشر له في الصحافة على مدى أكثر من خمسين عاماً. وقد تسلَّم العديد من الشهادات والجوائز.