ها هم حجاج بيت الله الحرام من خارج المملكة بما يزيد على مليون ونصف المليون حاج ينهون الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد غمرتهم الفرحة وهم يرون حسن الاستقبال والرعاية الكاملة لهم من تنظيم واستقبال، ومن مواصلات وإقامة مريحة لهم، سواء في مطار الملك عبد العزيز بجدة، أو مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة.. وسعادتهم أكثر لما رأوا الخدمات الكاملة والرعاية لبيت الله الحرام ومسجد رسول الله بالمدينة المنورة،
ولِمَ لا وهذا شرف وخدمة من الله، يقوم بها حكام هذه البلاد وعلماؤها وشعبها. فمنذ توحدت البلاد على يد المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وهو يقف بنفسه على وفود حجاج بيت الله الحرام، ومن بعده أبناؤه البررة (الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله رحمهم الله جميعًا)، ومن بعدهم الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله وأيدهما بنصر من عنده -. فخادم الحرمين الشريفين وولي عهده يقفان ويتابعان سير وتنفيذ خطة الحج بعد أن وضعت الدولة جميع الإمكانيات والتجهيزات الكاملة من أجل راحة ضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله. ونجد الكثير يجهل الدور العظيم الذي تقوم به حكومتنا الرشيدة بخدمة ورعاية حجاج بيت الله الحرام على مدار الساعة؛ إذ وضعت وجهزت واستنفرت جميع الأجهزة الحكومية لراحتهم ولأداء مناسكهم بأمن واطمئنان.. فها هي الأجهزة الأمنية برجالها - حفظهم الله - من ضباط وأفراد في الميدان، إلى جانب أكبر غرفة عمليات بأحدث النظم.. ولا ننسى الدور العظيم لرجال الدفاع المدني، ونجد وزارة الصحة وكادرها الطبي من أطباء وممرضين؛ إذ قامت بإنشاء مستشفيات وغرف عمليات ميدانية ومتنقلة بكامل معدلاتها، يقف عليها أمهر الأطباء والممرضين من أجل رعاية وصحة حجاج بيت الله الحرام. ولا ننسى دور الشؤون الإسلامية ووزارة الحج بتوعية الحجاج، وتزويدهم بما يخدم الحاج من أمور دينية ونصح وفتاوى بجميع اللغات العالمية.. ولا نقف عند ذلك من خدمة حجاج بيت الله الحرام؛ إذ لا ننسى دور أمانتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وإشرافهما المباشر ميدانيًّا من أجل بيئة صحية وفق المعايير الدولية من نظافة وإشراف على جميع المأكولات والأشربة.. وهو دور عظيم من أجل بيئة صحية سليمة. كما أن للكشافة المتطوعين الرسمين دورهم الميداني الفعّال، وهو دور عظيم، يُشكرون عليه. وهذا مما جعل حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يثمنون هذا الدور العظيم من أمن ونظافة ورعاية صحية ومواصلات.. كما أن جهود وزارة الإعلام بتغطية مناسك الحج والعمرة باستخدام أحدث التقنيات الإعلامية وبلغات عالمية مما أبهر وأسعد كل من اطلع على مناسك الحج بالتغطية الكاملة له.
إذن، نحن أمام خدمة ورعاية لكل حاج ومعتمر وزائر لمسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. هذه بعض الملامح السريعة لهذا الحدث الرباني العظيم.. وفي كل عام، ومع بداية وصول وفود حجاج بيت الله الحرام، تظهر علينا قنوات إعلامية خارجية حاقدة وشريرة، تبث عبر برامجها الكذب، ومن خلال صحف وكتّاب صحفيين مأجورين، هدفهم التضليل والكذب والنَّيل من الدور العظيم الذي يقوم به حكام هذه البلاد من رعاية وخدمة وفود حجاج بيت الله الحرام.. كل هذا نابع من حقدهم وكراهيتهم من أجل إفساد شعيرة حج بيت الله الحرام. وهؤلاء الحاقدون والمرتزقة والمأجورون أهدافهم معروفة ومكشوفة، ولكن دور المملكة بحكامها وعلمائها وشعبها، ودورهم الريادي في خدمة ورعاية ضيوف الرحمن وزوار مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معروفة، ويشهد له كل حاج ومعتمر من جميع الدول العربية والإسلامية، وحتى الدول الصديقة، يهنئون في كل عام على الدور العظيم من نجاح ورعاية وخدمة أكثر من مليونَي حاج ومعتمر في زمن قياسي. وهذا من توفيق الله، ثم وقوف خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على سير الحج، وبرجالنا المخلصين.