رقية سليمان الهويريني
حين تجاوز وزنه 230 كيلو غرامًا أصيب بمرض في القلب، وضيق مستمر في التنفس، وتعب عام في الجسم مع أقل مجهود يبذله! وكيف لا يصاب، وهو الذي أثقل على قلبه وأرهق جسده بهذا الوزن الثقيل؟! عدا عن الكآبة التي يشعر بها بسبب حرجه وعدم مشاركة النشاط مع الناس.
كثيرون يعانون من السمنة، وقليل فقط هم من يخرجون منتصرين عليها، لكنَّ تجارب صاحبنا لم تأتِ من نصائح أطباء أو أخصائيي تغذية علاجية أو دخول صالات رياضية؛ بل هناك طرق أخرى، فحين عاد هذا الرجل السمين ليرى صور طفولته وشبابه، تذكر كيف كان يختلس طعامًا من المطبخ ويخبئه تحت سريره ليتناوله في الليل بعيدًا عن أعين والديه! وعندما تأمل حجم جسده وهو يتنفس بصعوبة ورأى مقاس ملابسه التي لا تناسب سنه ولا تتماشى مع الموضة، التي تتجه لأصحاب الأوزان الخفيفة أو المتوسطة؛ قرر أن يعيش سليمًا ومقبولاً!
وتجربة صاحبنا تعد ملهمة وتحمل أملاً لغيره بأن قهر السمنة ليس مستحيلاً، حين كشف السر في محاولته الفردية، ابتداء بممارسة اليوجا والابتعاد عن تناول المشروبات الغازية والشوكولاتة والمعجّنات والسكريات، والاعتماد على السلطة والخضراوات واللحوم الخالية من الدسم في غذائه. واتجه للرياضة في منزله بالاستعانة بمشاهد الفيديو، وبدأ بحمل الأثقال تدريجيًا بعد أن كان لا يستطيع حمل حقيبته!
ومن الطبيعي أن يعاني متاعب في الأسبوع الأول بسبب تخفيف كميات الطعام المألوفة له وحالة الإدمان عليها ولكنه اعتاد عليها.
وبعد مرور خمسة عشر شهرًا فقد صاحبنا أكثر من مئة وأربعين كيلو غرامًا من وزنه، ولاحظ هدوءًا يحيط به وتنفسًا منتظمًا بعد إقلاعه عن السكر والدهون تمامًا والمشروبات الضارة.
وقد يظن كثيرون أن المدة طويلة ومتعبة ولكنها في النهاية مثمرة حين يعقبها الإصرار على متابعة النظام الغذائي السليم.
صاحبنا هذا، قد يكون أنا أو أنت أو أي شخص لا نعرفه، فكيف نحرم أنفسنا من راحة التنفس الطبيعي ولذة الرياضة ومتعة ارتداء الملابس المناسبة، والعيش بعافية من الأمراض أو حتى الحرج من زيادة الوزن؟
الأمر ببساطة يحتاج لإرادة فقط!