فوزية الشهري
تلقيت قبل فترة دعوة لحضور الملتقى الإعلامي للفصام، والذي كان بعنوان هل الفصام وصمة؟ وكان يهدف الملتقى نشر الوعي المجتمعي عن مرض الفصام، وكذلك دعم الجمعية السعودية للفصام إعلامياً ومد يد العون سواء كان مادياً أو مساندة للأسر. وقد ترك هذا الملتقى الأثر الكبير في نفسي، وأكتب هذا المقال مساندة للجهود التي تبذل من القائمين على هذه الجمعية ودعماً لهم وتعريف المجتمع بالجمعية وأهميتها.
تأسست الجمعية عام 1431 كأول جمعية خيرية من نوعها على مستوى المملكة والوطن العربي من قبل عدد من الأسر التي تعاني من إصابة أحد أفرادها ومشاركة عدد من المختصين في الصحة النفسية والذين تعايشوا مع حالات الفصام وتعرفوا على معاناتهم.
الفصام هو داء ناتج عن خلل في آليات عمل بعض وظائف المخ ينتج عنه أعراض تؤثر على استقبال وإدراك الواقع ويتسبب في اضطرابات في التفكير والسلوك، وقد يشمل هلاوس سمعية وبصرية مما يؤدي إلى جعل المصابين يعانون من صعوبات في أداء أنشطتهم اليومية.
والأعراض لهذا المرض تتلخص بمعتقدات غير واقعية والشعور بالقلق والخوف رؤية أو سماع أشياء غير موجودة وصعوبة في التركيز والشعور بالانفصال عن الآخرين وفقدان الحس العاطفي والتفاعل مع العائلة والأصدقاء وفقدان الشعور بالاهتمام بالأنشطة اليومية.
وعلاج مرضى الفصام ينقسم بحسب الحالة إلى المرضى الذين يعانون من أعراض بسيطة وكذلك الذين يسمعون أصواتًا دون وجود أعراض أخرى، فربما لا يحتاجون إلى علاج ويحتاج للعلاج من تكون عنده هذه الأصوات مرتفعة أو مزعجة، ويحتاج أيضًا للعلاج والرعاية نسبة من المرضى وخاصة ذوي الأعراض الشديدة الذين يعانون من اكتئاب لأن إهمال علاجهم أو رعايتهم قد يؤدي إلى تزايد نسبة الانتحار بينهم.
وكلما ترك المريض دون علاج زاد تأثير الفصام على حياته، بينما تكون النتائج أفضل عند تقديم العلاج من البداية وعند التشخيص المبكر، والعلاج المبكر فإن استجابة المريض تكون أسرع كما أن بإمكان المريض أن يتلقى علاجه بالمنزل وإن كان دخول المستشفى ضرورياً فهو لفترة قليلة، ومع العلاج الدوائي يجب دعم المريض من الأهل والأصدقاء حتى يعبر إلى بر الأمان.
الزبدة:
مريض الفصام وأسرته وجمعية الفصام تحتاج منا أن نقف معهم وقفة جادة، وأن نقدم لهم ما نستطيع سواء مادياً أو مساندة، والله تعالى يقول {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ}.