مها محمد الشريف
لا شك أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لامست الأرواح بمعانيها النقية وشفافية وقعها على النفوس، ولذا ندوّن جزءًا منها، فهي كلمة مرتبطة بصفة حميمة بالتاريخ، ومليئة بالمجددات من حيث نوع المواضيع والأفكار الحديثة المطروحة التي توافق عصرها وزمنها، قائلاً حفظه الله ورعاه: (أيها الإخوة الكرام لقد شرف الله المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين، ورعاية أمور قاصديهما، والسهر على أمنهم وسلامتهم وراحتهم، ولقد أعطته كل العناية والاهتمام، منذ أن أسس أركانها الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، ومن بعده ملوك هذه البلاد - رحمهم الله جميعاً).
كل هذا يدفع إلى نجاح خطة حج هذا العام والأعوام السابقة، وفي هذا المقام جرى ذكر الحقائق القائمة بذاتها وملتزمة بكل اعتباراتها، بل حتى في أدق التفاصيل نجد التميز يتسيد الموقف إضافة إلى توظيف التقنية في جميع شؤون الحج والتنسيق مع الدوائر القائمة بأدوارها على أكمل وجه، ويتجلى من خلالها الشكل الأساسي لوجود طاقم إداري وأمني يحرر جميع أعمالها من افتراضات إلى واقع يسجله التاريخ للحكومة السعودية.
لقد شاركت جميع قطاعات الدولة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، ووقوف المسؤولين والوزراء على سير العمل والخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرم، وراقبت كاميرات العالم خططًا مكثفة لتصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات ومنها إلى تفويج الحجاج لبقية المشاعر، فكل وزارة ومؤسسة قدمت الكثير من الجهد والعطاء وبإشراف مباشر من الجهات المسؤولة.
ومن هنا يكون اعتبار هذه الجهود المبذولة من مدنيين وعسكريين من القطاعين الحكومي والأهلي ومن معهم من آلاف المتطوعين لخدمة بيته العتيق والحجاج والمعتمرين وزائري مسجد رسولنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لا شك أن المملكة العربية السعودية تفخر بخدمة الحجاج والمعتمرين من مختلف أرجاء المعمورة، يصل الملايين منهم كل عام، وما يقارب من مليوني حاج أدوا مناسكهم، ويثير ذلك سؤالين. السؤال الأول: هل تستطيع الأصوات النشاز ضد المملكة إحصاء هذه الجهود والخدمات المقدمة؟ والسؤال الثاني: فهل هناك حقائق ذات أبعاد أعلى من ذلك؟
المملكة تقوم بواجبها وبما شرفها الله به من خدمة الحرمين الشريفين ولا تلتفت للأصوات النشاز التي يغيظها ما تحققه المملكة من نجاح وتطوير مستمر بخدمة ضيوف الرحمن كل عام، فقد أصبحت خدمة الحجيج ثقافة يقوم بها الشعب السعودي من مبدأ أخلاقي وتفوق معنوي، وحين أثبت الرأي العام تفاعله مع هذه الجهود العظيمة وحاجة الإنسان الحديث الأساسية إلى التقرير الذاتي ونقله إلى وسائل الإعلام ومواقع التواصل يخبر بأن نمطًا أساسيًا ملائمًا للعصر يستمد استمراريته من علاقته بالماضي كعلاقة تلازمية تمتد ثوابتها ولا تنقطع.
وبذلك فإن التطور أضاف أشكالاً جديدة على الخطط المرسومة الناجحة لموسم حج هذا العام، وأدت حقًا إلى مسار منظم لأعداد كبيرة من الوزارات والمؤسسات. لذا يجدر بنا القول إن السيادة في مختلف المجتمعات مرتبط بدرجة التنظيم والمتابعة، وقد استند ذلك للدور الكبير الذي تؤديه الفرق الميدانية والمتابعة الحثيثة في أماكن تواجدها داخل المشاعر المقدسة، حيث تفوقت نتائجها، وأشارت كل الدلالات إلى نجاح حد الإتقان توفر بفضل من الله وتوفيقه ورجال الوطن بأحدث التقنيات المسخرة لخدمات الحج والعمرة ودور الإعلام الكبير ووكالات الأنباء العالمية.