إبراهيم عبدالله العمار
انظر للمشهد التالي، والذي يحصل كل يوم في العالم: تصطدم سيارة بدراجة نارية. الشرطة تأخذ إجابات الطرفين عن الحادث. من أكثر الإجابات تكرراً على ألسنة سائقي السيارات عندما يضربون دراجات نارية عبارة «لقد ظهر لي فجأة من العدم!»، بينما أصحاب الدراجات عادة يقولون: «لقد رأيته ينظر إلي لعدة ثوانٍ قبل الحادث!».
قد نظن أن أحدهما كاذب، لكن هناك نظرية اسمها وهم الانتباه تفسر ذلك، وتقول إن الإنسان إذا ركّز على شيء معين (هنا هو السيارات) فسيضعف أو ينعدم انتباهه للأشياء الأخرى (دراجة نارية). إن الناس عندما يقودون فلا يتوقعون إلا رؤية سيارات أخرى، وبما أن الدراجات النارية أقل حول العالم من السيارات فإن هذا يجعلها عرضة للحوادث حتى وصاحب السيارة ينظر إليهم مباشرة، لأن العين تنظر لكن العقل قد عمي إلا عن السيارات، والحلول المُستخدمة عادة لا تجدي نفعاً، فلوحات «انتبه لأصحاب الدراجات النارية» لا تجعل الشخص ينتبه إلا ثواني معدودة فقط، والملابس العاكسة للضوء لن تنفع لأننا رأينا من المشهد بالأعلى أنك قد تنظر لشيء بعينيك عدة ثوانٍ ولا تبصره. هناك حلان لهذه المواقف، الأول أن يكون سائق السيارة قد قاد دراجة نارية من قبل، ذلك أنك إذا كنت في موقف لا يدرك فيه أحد وجودك فإن هذا سيفتح عينيك لاحقاً عند ما تسوق سيارة. الحل الثاني هو أن نجعل الدراجات النارية أقل «اختفائية» مما هي عليه، وأفضل طريقة هي تصميمها بحيث تشابه السيارات في مظهرها، مثلاً: أن تكون الأنوار الأمامية أكبر حجماً وبينها مسافة كبيرة.
هذه لمحة عن وهم الانتباه، وفي الموضوع القادم سنرى كيف ينطبق على مصيبة نراها كل يوم: استخدام الجوال أثناء القيادة!