د.عبدالعزيز الجار الله
عرف عن الأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة في اللقاءات الإعلامية أنه:
- لا يرفع من سقف التوقعات.
- لا يقفز على النتائج.
- لا يحرق المراحل.
- لا ينحاز كثيراً للألوان الوردية.
اعتدنا على الفيصل هذا السلوك والنهج في العمل منذ تولى خالد الفيصل إمارة مكة المكرمة وهي أصعب الإدارات لأنها تلبية لنداء الخالق سبحانه وتعالى ثم المحافظة على سمعة دولة مؤتمنة على مشاعر مقدسة لدى المسلمين.
في آخر المؤتمرات الصحفية يوم الخميس الماضي قال الفيصل رئيس لجنة الحج المركزية: إن السعودية تسعى وفقاً (لرؤية 2030) إلى أن يصل عدد الحجاج إلى 5 ملايين حاج، وأضاف الأمير خالد الفيصل: الإعلان عن مشروع جديد لتطوير المشاعر المقدسة قريباً.
من أكرمه الله وحج هذا العام يدرك أن الوصول إلى رقم 5 ملايين حاج ليس بالبعيد وخلال سنوات قلائل، لأن مكة المكرمة والمشاعر تمت تهيئتها لاستيعاب هذا العدد وأعلى منه، فمكة المكرمة خلال السنوات الخمس الماضية انتقلت من مدينة موسمية تنشط في أيام الحج فقط ومبانيها مؤقتة في المشاعر إلى مدينة حاضرة وقائمة تعمل طوال العام في تطوير المشاعر المقدسة.
مكة المكرمة قدَّمت لنا أنموذجاً جديداً للمدن السعودية، وأنموذجاً للمدن المقدسة في العالم وبالتأكيد أن عملاً بهذه الضخامة فإنه ينبع من:
إرادة سياسية وقيادة قوية جعلت من أولوياتها خدمة ضيوف الرحمن والمدينتين المقدستين.
أن خلف هذا العمل إدارتين: إدارية وهندسية. تبدأ استعدادهما في الأسبوع الأول من نهاية الموسم.
وهذا يجعل التفاؤل كبيراً بتنفيذ مشروع المشاعر (عرفات ومزدلفة ومنى) بعد اكتمال تقريباً المسجد الحرام والجمرات، وأن الأمر لن يطول إذا كان الإنجاز بنفس معدل إنجازات المسجد الحرام، التي نقلت الحاج من مرحلة عمرانية وتنظيمية إلى أخرى في أشهر أو على أبعد تقدير سنوات قليلة.