فهد بن جليد
بسهولة يمكنك معرفة من يكذب عليك من خلال مُحادثات «الواتس أب»، الأمر يتعلّق بطول رسالة الطرف الآخر الذي يدَّعي فيها المرض أو يعتذر عن عدم تمكنه من لقائك أو استقبالك أو تلبية طلبك.
على ذمة دراسة قام بها باحثون من جامعة «كورنيل» بولاية نيويورك، يعتمد الكاذبون عادة على استخدام «كلمات» أكثر من المُعتاد، لشرح الموقف، أو سرد الأعذار بقصد إقناعك، أمَّا الصادقون فإنَّهم يكتفون بكلمات مُباشرة وأقل لقول الحقيقة أو التعبير عن الفكرة، تبعاً لقاعدة «كلما زادت الكلمات، زاد احتمال الكذب»، الأمر يخص الكلمات الإنجليزية ولكنَّه قد ينطبق كذلك على اللغات الأخرى، خصوصاً عندما تعتمد النساء على استخدام «ضمائر المُتحدث أو المُخاطَب» في الرسالة بكثرة على طريقة «أنا لن أتمكن من كذا وكذا.. فأنا مُتعبة، أو أنا مريضة، أو أنا غير قادرة»، أكثر من اختيارات الرجال لهذه الضمائر من أجل إقناع مُستقبل الرسالة.
الحياة العصرية وتعقيداتها جعلت مُعظم الناس يكذبون «مرة أو مرتين» على الأقل في اليوم الواحد، لتبرير مواقفهم أو أخطائهم كشرط لاستمرار العلاقات الشخصية والعملية دون مشاكل - بحسب علماء جامعة «فرجينيا» -، شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل أو بآخر في انتشار الكذب في العالم واتساع دائرته «كسلوك طبيعي»، ستكتشف ذلك أيضاً من خلال شعورك بفترات «السكون المُحرج» لدى بعض المُتحدثين معك عبر هذه الوسائل، كمؤشر آخر على تلقيك إجابات أو تعليقات كاذبة مُحتملة، «فالكاذبون» يحتاجون لوقت أطول للرد والكتابة، ومُراجعة الرسالة وتعديلها أكثر من مرَّة قبل إرسالها، تبعاً لدراسة جامعة «برغهام يونغ» التي تقترح عليك الشك في كل رد مُتأخر.
اختفاء معالم وتعابير الوجه، وعدم سماع نبرات الصوت، يُصعِّب المُهمَّة, ولكنَّ الدراسات السابقة تُعطي «مؤشرات ومفاتيح» لتسهيل الأمر عليك.
وعلى دروب الخير نلتقي.