برلين - (د ب أ):
يترك البشر آثارهم في كل مكان تقريبًا على الأرض، ولكن لا يزال المغامرون يتوقون لاكتشاف الأماكن البكر. بالتأكيد يمكنك أن تجد الخلوة أثناء التنزه في منطقة جبال الدولوميت في إيطاليا، أو عند التجديف بالقارب في السويد، لكن الحضارة تكون دائمًا على بعد بضعة كيلومترات فقط. لكن ما هي الأماكن المنعزلة للغاية حقًّا، ولا يمكن الوصول إليها، والبعيدة لدرجة أنه بالكاد يكون أي شخص قد وقعت عيناه عليها؟ هذا سؤال لا يزال يشغل العلماء أيضًا.
يقول قسم الجغرافيا بجامعة كاليفورنيا في سانتا باربارا: «إن قطب عدم القدرة على الوصول هو الموقع الذي يشكل أكبر تحدٍّ في الوصول إليه بسبب بُعده عن المعالم الجغرافية التي يمكن أن تتيح الوصول». وعادة ما تكون أقطاب عدم إمكانية الوصول إما قارية أو محيطية. وتتمثل أقطاب عدم إمكانية الوصول القارية في الأماكن الواقعة على اليابسة الأبعد ما يكون عن السواحل.
على سبيل المثال: فإن قطب عدم إمكانية الوصول الأورواسي يقع في صحراء شمال غربي الصين.
ومن ناحية أخرى، فإن قطب عدم إمكانية الوصول المحيطي هو المكان الذي يقع في المحيط، وأبعد ما يكون عن أي يابسة. ويقع هذا القطب في جنوب المحيط الهادئ، ومعروف باسم «بوينت نيمو»، ويبعد نحو 2700 كيلومتر عن أقرب يابسة، وهي جزر بيتكايرن. أما الجزيرة الأكثر عزلة في العالم فهي جزيرة «بوفيت» غير المأهولة، التي تقع في جنوب المحيط الأطلسي، وهي تابعة للنرويج منذ عام 1930. لكن الجزيرة لديها القليل لتقدمه لأولئك الذين يحلمون بالهروب بسبب ظروف الطقس القاسي؛ فهي موطن في الغالب للطحالب والفطريات التي تنمو فقط في المناطق التي لا تتجمد فيها الأرض، جنبًا إلى جنب مع طيور القطرس والبطريق، وغيرها من الطيور المقاومة للبرد.
والسؤال هو: هل هذه الأماكن النائية لم تمس بالفعل حقًّا؟ يقول راينهولد لينفيلدر، عالم الجيوبيولوجي في الجامعة الحرة في برلين: إن البشر قد قاموا بتغيير الأرض، وتركوا بصماتهم في كل مكان، وحتى في بوينت نيمو يمكن العثور على بقايا حضارة (لدائن صغيرة على سبيل المثال).