في سنينك الحلم.. وفي منجزاتك الفخر..
يمر علينا زمن يعيدُ لنا فيه ما بقي من عمرنا المقيّد بالراحة والدعة النفسية، والوصايا الطبية النافعة، ثم لا يحدِّثُ يومٌ مواطني منطقة تبوك إلا عن غدٍ، يقطع رحلته العلاجية خارج وطنه، التي شدَّد الأطباء عليه بعدم القيام من السرير، ويعود إلى تبوك للاطمئنان على أوضاع المنطقة بعد الأمطار والسيول التي شهدتها.
قليلون جدًّا.. من اختطفهم المرض ليتمثّل فيهم، فلم يستسلموا له حتى واجهوا عناءه ونصبه.. فصال وجال - أدام الله صحته وعافيته - فور وصوله وقتئذ بجولة على عدد من الأحياء المتضررة، والتقى بعدد من المواطنين، وترأس عدداً من الاجتماعات الخاصة بلجان الدفاع المدني ومواجهة السيول والأمطار، ثم عاد سموه لاستكمال العلاج.
ثم لا نعرف من منهما التاريخ حين يكون الزمن في المنجزات بالأقوال والأفعال معاً لا بالأقوال فقط.. فما مُنِحْتَ الثقة إلا دراية.. وما آمن بها أبناء منطقتك إلا ثقة بالدراية والهمّة معاً..
الحديثُ كثيرٌ بك.. ربما حتى أكثر من أسبابه أيًّا كانت.. فالإشادة بك وراثة اللغة والاعتماد عليك أمانة التكليف بالقيادة.. والدعاء لك خير لمواطني تبوك وحفاظًا عليهم.. ولا أرى نفسي أوفى من نطق، ولا أقدرَ من كتب.
لكنني بين كل خطبك المنبرية في الثقافة والتنمية والرياضة والفكر وغيرها والمتسعة باتساع تأثيرك، وحجم إرادتك، وإلهام دورك، وصدق قولك ووعدك.. لستَ إلا شاعراً سيرته الأمل، وقصيدته الحلم، وحروفه ما يخطُّه مهجته، وتتهجاها طيبة قلبه وصفاء نيته.
نعم.. لا أرى فيك لأبناء منطقتك إلا ما تبقّى منهم.. فقد شارفتَ السنة الثالثة والثلاثين عاماً على البدء، وما رأتْ منطقة تبوك من الحياة إلا كل ما تحب أن يكون فيها إلا حيث جئتهم بعد صبرهم الطويل، وما ابتسم كل مواطن في منطقة تبوك في وجوه أبنائهم وهم في قابل أحلامهم إلا اطمئناناً بك، وثقة بإمكانياتك على أن تأخذهم لمكانٍ لم يبلغوه من قبل..!
لا أكون مغايراً.. ولا متفرّدًا حين أؤكد أنّ حضورك في مدى نفوس أبناء منطقتك القادمة على الحياة ترك فيهم منطقة تعيش لأجلهم أكثر مما يعيشون فيها لأجلها.. فليس هناك أكثر عطاء ممن يمنح الأمل فعلاً.. ولا أنبل ممن جعل الفعل أملاً...
كثيرٌ أنت في مواطني منطقة تبوك.. وعظيمٌ بينهم.. لا يشغلك فيهم إلا ما يشغلك عنهم.. ولا تظهر عليهم إلا لتملأ نفوسهم بالوعود المتمكّنة، والآمال المتحققة بإيمانك المطلق بإنسان تلك المنطقة العزيزة عليك..
لا أودّ أن أدخل في اتجاهاتك اللامعة من كل اتجاه، حين يكفي منك أن تمنح قصائد أبناء منطقتك طموحها وأملها في القادم منطقةً صفتها الحلم وسيرتها العمل.. تمامًا كما ألهمتها التاريخ الذي أورقت فيه حدائق عهدك الاثنتين والثلاثين وردة..
يا سمو الأمير فهد.. يا امتداد سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - 32 مرَّتْ على ولايتك إمارة منطقة تبوك.. ومع كل إشراقة شمس يحبونك الحلم.. ويعاهدونك العمل.. ويستعينون بالله ثم بسموكم حتى على أنفسهم.. في ظل قيادة هذا الوطن سلمان ومحمد، رعاهما الله وحفظك.