د.عبدالعزيز الجار الله
لا نستطيع أن نظلم الإدارات السابقة التي تعاقبت على تنظيم موسم الحج، الذي كان ينظر إليه أنه من الأعمال الوقتية لمدة أيام وينتهي وهذا يكلف خزينة الدولة، قبل أن يتحول في الإدارة الحالية القائمة إلى عمل (ديمومي) لا ينقطع ولا يتوقف حتى لو كان المرفق ليوم واحد، ولغرض ديني محدود لساعات، لأمر لا يتعلق بالإمكانات المالية فبلادنا مرت عليها طفرة مالية وخزينة الدولة أثناءها لا تنضب بل يكون فائضا على ميزانية الدولة، ذلك خلال (15) سنة الماضية، لكن الحلول لم تكن جذرية أنما تحسينات على السابق وإعادة تأهيله فكانت على سبيل المثال امتدت أعمال جسر الجمرات من منتصف السبعينات 1974م والثمانينات والتسعينات، حتى جاءت الحلول الريادية عام 2006م حيث بدأت أول الحلول الجذرية:
- تحويل الجمرات إلى جسور وأربعة أدوار، بحيث أصبح جسر الجمرات لا يؤدي فقط غرض الرمي، وفك اختناق الجمرات، بل تحول إلى جسر يربط ضفة وادي منى الغربية جهة الخدمات والمخيمات والمرافق ومحطات القطار ومساره، ربطه بالضفة الثانية الشرقية التي تضم عمائر الأبراج وبعض المخيمات الأرضية، كما تحول جسور الجمرات إلى ممرات خدمت الجانب الأمني والتنظيمي وحركة المشاة أيام التشريق، وركاب القطارات.
- توسعت المسعى بإضافة مساحة جديدة في عرضه وتحويله إلى (4) أدوار.
- توسعت الأروقة الجانبية وتوسعت السطح ليستوعب المصلين.
- عمارة الجهة الشمالية حيث ضم حي الشامية وحي الشبيكية ليزيد من مساحة المسجد إلى الضعفين.
- إدخال خدمة قطار المشاعر لتنقل الحجاج بين المشاعر منى ومزدلفة وعرفان.
- افتتاح عددٍ من الأنفاق لربط المشاعر مع بعضها للسيارات والمشاة، وكانت بالسابق تشكل العائق الطبيعي، التي تضطر السيارات والمشاة للسير عبر طرق التفافية.
إنجازالطرق الدائرية، التي شكلت حزامًا على مدينة مكة المكرمة والمشاعر، سهلت من حركة الحجاج في الدخول والخروج.
- وأخير توسعت صحن المسجد المطاف بدخال الأروقة الأرضية ضمن المطاف وصحن المسجد، مما أتاح للحجاج والمعتمرين فرص زيادة الأعداد.
هذه الأعمال والحلول الجذرية رافقت إدارة تخطيطية وتنفيذية جادة وحازمة ساهمت في نجاح الحج من عام إلى آخر، بنجاح نوعي اختفت معها كوارث الحج الموسمية التي كنّا نشهدها في السابق بالمشاعر.