فوزية الشهري
شاهدت قبل أيام فيلمًا وثائقيّا بعنوان (الزهد ونظام البساطة الحديث) بكل صراحة هو ثورة على حمى الاستهلاك وهوس التسوق، يجعل الإنسان يقف مع نفسه ويتفكر، هل كل ما نشتريه حقاً نحتاجه؟
الفيلم يحث على الزهد والعيش بأقل كماليات وأكثر سعادة ويعطي نماذج لأشخاص طبقوا ذلك وكيف أصبحت حياتهم أفضل.
لو تأملنا لوجدنا أن البيوت أصبحت أضعاف حجمها في السابق دون النظر هل نحتاج هذه المساحة حقاً؟ ينتج عن زيادة المساحة زيادة في تكاليف الصيانة والنظافة والتأثيث وحتى فواتير الكهرباء والماء بينما لو اقتصرنا على ما نحتاج لخففنا على أنفسنا الكثير من الأعباء المالية، سياراتنا والبحث عن الفخامة ونتج عنه أن أثقلنا أنفسنا بالأقساط من أجل ذلك بينما لو فكرنا بما يتناسب مع دخلنا واحتياجنا لوفرنا الكثير، خزائننا التي حُشر فيها أضعاف أضعاف ما نحتاج من ملابس وقس عليها كل الكماليات التي توجد بحياتنا كم تكلفنا من الوقت لكسب المال وكم تحرمنا من أجمل لحظات أعمارنا ثم نكتشف أنها ليست ضرورية.
جوشوا بيكر مؤسس مدونة (كيف تكون زاهداً) والتي حازت على إعجاب الملايين وألهمتهم يقول في كل مرة أحصل فيها على زيادة بالراتب كنت أزيد شرائي للحاجيات، وفِي يوم كنت أرتب المرآب من الأشياء المكدسة به كان ابني الصغير يتوسل لي لألعب معه حينها أصبحت أفكر لماذا أقضي وقتي بالاهتمام بالماديات وأترك الأشياء التي تعني لي الكثير، ومنها بدأ تطبيق الزهد في حياته فوفر الجهد والمال والوقت واهتم بمن يستحق الاهتمام.
ولا يخلو مجتمعنا من نماذج للزهد وحسن إدارة المال والحياة وأجمل نموذج هو صالح الحصين الخبير الاقتصادي القانوني الوزير من يصدق أن هذا الوزير رحمه الله كان يسكن بشقة بجوار الحرم كما روى ذلك الدكتور زياد الدريس في مقال (وزير بلا أوزار) حكى فيه عن أخلاقه وتواضعه وزهده رغم وصوله إلى أعلى المناصب رحمه الله، وأنصح الجميع قراءة ذلك المقال الرائع الذي حتماً سيغير في الفكر وطريقة الحياة الكثير.
الزبدة:
أكثر الذين يجرون وراء المال يفقدون روحهم في الطريق!
وما أتعس الذين يعيشون بلا روح!