فهد بن جليد
المحتوى المُتميز يقود لصناعة صحافة جيدة، ما يعني تحقيق مزيدٍ من الأرباح «للمؤسسات الصحفية» فضلاً عن استمرارها مُدة أطول، قاعدة طبقتها صحيفة « نيويورك تايمز» ونجحت في استقطاب «مئات الآلاف» من المُشتركين الجُدد هذا العام في نسختها الإلكترونية، ممَّن يُريدون مُتابعة «ما بعد الخبر» بالمزيد من المقالات التحليلية التي لا يتم إتاحتها بالكامل «مجاناً» على قراء الصفحة الإلكترونية العامة، ما يعني أنَّ «نيويورك تايمز» تجاوزت الصحافة الإلكترونية المجانية إلى المحتوى الخاص «مدفوع الثمن»، رغم أنَّها تؤمن بأنَّ الصحافة الورقية أمامها «عقد كامل» لتنتهي في السوق الأمريكي، إلا أنَّها تقدم الخدمة الملموسة والمُشاهدة ومدفوعة الثمن في «آن واحد».
«سباق النشر» تفوز به حتماً الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، التي تلعب دور «شاب رشيق» يقفز بسرعة ليخبرك عن حريق في المبنى، وبعدها تحتاج إلى صوت «خبير» يرشدك لطريق الخروج الصحيح، «نوعية الأخبار» وتحليلها، وقراءة ما بعدها، وعرض الأحداث بتفاصيلها الخاصة، صناعة حيَّة ومرغوبة -لا يجيدها- غير المؤسسات الصحفية «العريقة»، متى ما عرف وأدرك القائمون عليها أين تكمن نقاط قوتهم؟ وكيف يستفيدون منها في التسويق؟ بالمُناسبة في نموذج «نيويورك تايمز» وغيرها من الصحف الأمريكية والأوروبية هناك استثمارات وأنشطة «تجارية وعقارية» رديفة، تُساند هذه الصحف في مواجهة التقلبات.
من يفكر «خارج الصندوق» ينجح في التغلب على كل الأزمات، الأمر لا يخص المؤسسات الصحفية وحدها، تراجع سوق المشروبات الغازية حول العالم، جعل شركة عملاقة مثل «كوكا كولا» تعلن عن صفقة ضخمة لشراء سلسلة مقاهي «كوستا» العالمية بمبلغ تجاوز الـ 5 مليارات دولار، التحول الذكي من المشروبات الباردة إلى المشروبات الساخنة والاستثمار في هذا السوق وغيره، من ضمن الحلول القليلة لمواجهة مُتغيرات سوق المشروبات الغازية الضارة، وأمزجة وحاجات المُستهلكين الجُدد، مثل هذه الحلول «ضمانات» لصمودك أمام كل العقبات التي قد تواجهها في الطريق، بدلاً من الاستسلام.
وعلى دروب الخير نلتقي.