إبراهيم عبدالله العمار
من يصدق أن نبتة كروية تسعها راحة يدك هي مستودع طبي كامل؟ كذلك الثوم، هذا النبات العجيب.
إن الثوم مستودع كامل من المنافع؛ ففوائده تؤثر حتى على أشياء بسيطة مثل الزكام. وقد استخدم الناس منذ القدم هذه النبتة كمطهر للحلق والجهاز التنفسي إذا ما أُصيب الشخص بالبرد. وهذا التقليد العريق أقره الطب الحديث؛ ففي دراسة نشرتها بي بي سي وجد الباحثون أن أكل الثوم يوميًّا مباشرة أو كحبوب مستخلصة يخفف إصابتك بالبرد. فوائد الثوم أفضل وهو نيئ، فإذا طُبخ أو جفف فإنه يفقد بعض منافعه أو أكثرها. وغير منافعه للأشياء البسيطة كالبرد فإنه يعالج الأمراض الخطرة. والشعوب التي تأكل الثوم أكثر من غيرها نسبة السرطان عندها أقل. وقد عُرف عنه أنه معقم فعّال؛ فقد كان يسمى «البنسلين الروسي» في الحربين العالميتين، وكان تعالَج به جروح الجنود لئلا يصابوا بالغرغرينا والعدوى، واستُخدم لعلاج الزحار في إفريقيا، وهو مرض يصيب الأمعاء والمعدة، وإذا لم يعالج فقد يقتل.
ولعل أشهر منافع الثوم هي ما يفعله للقلب والأوعية الدموية؛ فالثوم يمكن أن يحمي من ارتفاع ضغط الدم وزيادة الكولسترول الضار والتصلب العصيدي، وهذا الأخير اسم يطلق على مرض تتراكم فيه مواد ضارة على جدران الشرايين؛ وتزداد ضيقًا. وهذه العوامل تزيد احتمالية الإصابة بالجلطة والأزمة القلبية. وهنا يأتي دور الثوم؛ فمن أسباب اهتمام الطب به هو أنه يزيد سيولة الدم؛ وهو ما يجعله مضادًّا للتجلط بإذن الله.
وأذكر أني في صغري سمعت ذات مرة شيئًا مكث معي سنين، هو أن تناول حبة أسبرين كل يوم يحمي من النوبة القلبية والجلطة للسبب نفسه. على مر الزمن تكرر هذا الزعم عليّ حتى صار حقيقة في بالي، لكن لم أُفاجَأ بما أعلنت منظمة طب القلب الأوروبية قبل بضعة أيام أن الأسبرين لا تأثير له على أول نوبة أو جلطة. لم أُفاجَأ لأن الكثير من المزاعم ترسخ من كثرة تكرارها، وكذلك لأن العلم باستمرار يتكلم بثقة ثم يناقض نفسه بعد سنين أو عقود عدة. أما الثوم فلا يزال مثار إعجاب هنا.
رائحته منفرة، لكن منافعه عظيمة، فما الحل؟ سأترك لك الإجابة!